البارت الخامس .. السر اللي بينا 🔥

 رواية /           هل يكفي عمري لنسيانك ؟! 


بقلم / سمر الكيال 

        حسناء الكيال 


                   البارت الخامس


                 **********


(مكتب محمد – مقر الشركة – بعد لحظات من دخول السكرتيرة)


(الباب يتفتح بهدوء ويدخل أحمد السوهاجي.)


طوله فارع، 

ملامحه هادية بس عينه فيها حدة فيها تركيز، وصوته منخفض،

لكنه واثق…

وكل حركة منه محسوبة.


لابس بدلة بيج داكنة، مع رابطة عنق أنيقة،

وماسك ملف تصميم بين إيده.


– أحمد (بابتسامة لطيفة):

"صباح الخير،

أنا جيت بدون ميعاد، بس حبيت أقدّم المشروع بنفسي."


– محمد (واقف وبيسلم عليه):

"شرفتنا يا باشمهندس أحمد،

المكان مكانك، وطبعًا حضورك يسعدنا."


– فارس (بترحاب):

"أهلًا وسهلًا…

كنا لسه بنتكلم عن الشركة الجديدة اللي داخلين فيها."


(يتبادل الثلاثة المصافحة، ويجلس أحمد وهو بيخرج أوراق التصميم من الملف)


– أحمد (بهدوء):

"المشروع اللي جاي هتكون فيه شركة المقاولات بتاعتي هي الشريك المنفّذ،

وحبيت أقدّم التصوّر الأولي للمباني قبل ما نبدأ في الخطوات التنفيذية."


– محمد (بياخد الملف وبيفتحه):

"ممتاز…

الديزاين فعلاً متقن جدًا."


(محمد بيتصفح الأوراق باهتمام…

بين كل سطر وسطر، بيبص لفارس بنظرات إعجاب بالشغل.)


– فارس:

"واضح إن فيه شغل كبير ورا التصميم ده،

حقيقي برفيشنال."


– أحمد (بثقة وهدوء):

"بشتغل على التفاصيل بدقة…

وبحب الشغل يبقى له بصمة خاصة.

الموقع نفسه محتاج توزيع معين للإضاءة والتهوية،

وبالنسبة للهيكل الخرساني، لازم نحافظ على التوازن بين القوة والشكل الجمالي."


– محمد (مبتسم):

"واضح إنك مش بتتعامل مع الشغل كأنه أوراق بس…

فيه شغف في كلامك."


– أحمد (بابتسامة خفيفة):

"لما تشتغل بحاجة بتحبها…

تحب كل تفاصيلها، حتى الطوبة اللي محدش هيشوفها."


(لحظة صمت بسيطة، لكن مريحة، فيها احترام متبادل)


– محمد:

"أنا شايف إن بداية الشراكة بينا مبشّرة…

ولو ده أول مشروع معاكم، أكيد مش هيكون الأخير."


– فارس (بنبرة خفيفة):

"على فكرة…

كنت متأكد إنك شخص مختلف من أول ما سمعت اسمك،

بس الشغل فعلاً بيتكلم عنك."


– أحمد (ببساطة):

"أنا بس بحب أسيب أثر… مش أكتر."


(يتبادلوا الابتسامات، لكن بين الكلام الهادئ،

كل واحد بيقيس اللي قدامه، وبيحاول يعرف هو فين في المعادلة)


،،،،،،

(بعد انتهاء الحديث الفني والمراجعة السريعة على التصاميم)


– أحمد (وهو بيقف ويرجع الأوراق للملف):

"سعيد جدًا باللقاء…

وأتمنى يكون بداية تعاون محترم ومثمر بين شركتنا وشركتكم."


(يقف محمد وفارس، وبيسلموا عليه)


– محمد (بنبرة ودودة لكن محسوبة):

"إحنا كمان…

ومتحمسين نشوف تطبيقك العملي للتصميم ده."


– فارس (بابتسامة خفيفة):

"وهنجهّز الاجتماع مع مجلس الإدارة في أقرب وقت،

علشان نحسم التفاصيل رسميًا."


– أحمد (بنظرة مباشرة):

"ممتاز…

أنا هجهّز عرض تقديمي شامل،

وهيكون معايا المهندسة المسؤولة عن التنفيذ."


(بيطلع أحمد موبايله، يبعت رسالة سريعة…

بعدها بكم ثانية، بتدخل مساعدة أنيقة، لابسة بدلة بيضاء بسيطة، ماسكة آيباد)


– أحمد (بلغة عملية):

"هبة، جهّزي نسخة العرض، وحددي موعد مبدئي مع سكرتارية مجلس الإدارة،

ويكون في خلال 48 ساعة."


–هبة:

"تمام يا فندم، هتوصلك التفاصيل على البريد كمان شوية."


(أحمد يبتسم، ويمد إيده يسلم مرة أخيرة)


– أحمد:

"أشوفكم قريب…

في الاجتماع."


(يخرج من المكتب بخطوات هادئة، بس كل خطوة فيها ثقة…

ولما يقفل الباب ويمشي، فارس يبص لمحمد بنظرة جانبية وغمزة بسيطة)


– فارس (بصوت واطي):

"أنا مش مرتاح له قوي…

مش عشان شغله، شغله حلو…

بس في حاجة في عينه وهو بيكلمك…

حاسس إنه مش داخل بس بمشروع، ده داخل بمهمة خاصة."


(محمد يرد بنظرة ثابتة،

بس ملامحه فيها قلق خفي)


– محمد (ببرود متعمد):

"وإحنا كمان هنكون قدّ المهمة."


                    ***********

(مساء – كافيه هادئ في ركن شبه مظلم – إضاءة خافتة وبخار قهوة في الجو)


جلست ليلى على كرسي خشب قديم،

كل تصرفاتها بتقول إنها مش مرتاحة.

إيديها متشابكة، ونظراتها بتلف حوالين المكان كل ثواني،

كأنها مستنية حاجة مش عايزاها تحصل.


دخل رجل غريب،

ملامحه جامدة… نبرة صوته أهدى من اللازم.


جلس قدامها بدون سلام،

وحط ظرف صغير على الطاولة،

وعينيه ثابتة عليها.


– الرجل (بابتسامة ساخرة):

"كنت متأكد إنك هتيجي…

الناس اللي عندهم حاجة يخافوا منها،

عمرهم ما بيتأخروا."


– ليلى (بصوت واطي مرتبك):

"إنت وعدتني…

قلتها بصريح العبارة: آخر مرة."


– الرجل:

"آخر مرة؟

الناس اللي زيي ماعندهمش كلمة (أخيرة).

اللي عندي أغلى من كل اللي دفعتيه… ولسه لية تمن."


– ليلى (بتقرب جسمها ناحيته وتنطق بحدة هامسة):

"كفاية…

اللي بينا انتهى،

أنا عملت كل اللي طلبته، ودفعت أكتر من طاقتي…

أكتر حتى من اللي ضميري يسمح بيه."


– الرجل (وهو بيضحك بخبث):

"ضمير؟

لو فعلاً عندك ضمير،

ما كنتيش عملتي اللي عملتيه من البداية."


– ليلى (تتهرب من عينيه، بصوت مخنوق):

"أنا عملت كده عشان أعيش…

عشان تعيش…

عشان نعيش كلنا من غير كابوس يفضل يطاردنا."


– الرجل (بيهز راسه):

"بس الكابوس ده…

أنا الوحيد اللي أقدر أصحيه.

فاهمة ده؟"


(يسحب الظرف من إيدها، ويقف،

لكن قبل ما يسيب الطاولة، بيبصلها نظرة مباشرة فيها تهديد ساكت)


– الرجل:

"المرة الجاية…

مش هيكون في قعدة هادية زي دي."


(يمشي بهدوء، وهي تفضل قاعدة مكانها،

بتفرك إيديها ببعض كأنها بتدفّي نفسها…

أو يمكن بتغسل ذنب مش بيروح.)


                   **********


(الفيلا – بعد المغرب – الصالة هادئة، ضوء خافت من الأباجورة)


فرح نازلة من فوق، لابسة بيجامة قطن مريحة، شعرها مربوط فوق،

عينها لفت فجأة على ليلى وهي داخلة من باب الفيلا،

باين عليها التوتر حتى وهي بتحاول تخفيه…

شنطتها مش في إيدها اليمين زي العادة،

ووشها شاحب سنة، وكأنها شافت حاجة مش مريحة.


– فرح (بصوت طبيعي لكن فيه لمحة قلق):

"ماما… إنتي كويسة؟

وشك أصفر كده ليه؟"


– ليلى (بسرعة وهي بتحاول ترجع ملامحها لطبيعتها):

"كويسة يا حبيبتي… مفيش، بس الزحمة النهاردة كانت قاتلة،

وقعدت في العربية أكتر ما كنت ماشية."


– فرح (بتقرب منها وتبص لها):

"أكيد بس كده؟

حاسة إنك متوترة شوية…"


– ليلى (بتبتسم وتمد إيدها تلمس خد فرح):

"هو في حد بيتوتر وانتي في حضنه؟

يلا… تعالي خدي حضن كده يفك التوتر مني ومنك."


(فرح تضحك وتحضنها، لكنها لسه مش مطمنة 100٪،

تحس إن حضنها فيه ارتباك خفيف… مش زي كل مرة.)


– فرح (بهدوء وهي بتحط راسها على كتف ليلى):

"لو في حاجة مضايقاكي، تحبي تحكيلي؟"


– ليلى (بنبرة هادية ومطمئنة):

"لو في حاجة، أول واحدة هقولها هي إنتي…

بس صدقيني، مجرد تعب يوم طويل."


(قبل ما الحوار يكمل، يرن جرس الباب)


– فرح (مستغربة):

"هو حد جاي؟"


– ليلى (بتقوم تفتح):

"مش عارفة بصراحة…"


(تفتح الباب وتتفاجئ بـ ملك واقفة، شنطتها على ضهرها، ووشها كله حماس)


– ملك (وهي داخلة):

"مفاجآآآآآة!

هبات عند فرح النهاردة، وعندنا ليلة مذاكرة طويلة…واتصلت اسأل عليكي مردتيش وطنط إلهام قالتلي 

إن محمد مش موجود، فقلت نغتنم الفرصة قبل ما يعكنن علينا!"


(فرح تضحك وتفتح دراعاتها لملك، وملك تجري تحضنها)


– فرح:

"يا بنتي قلبي وقع!

تعالي تعالي، دي كانت ليلة كئيبة وهتنوّريها."


– ليلى (بابتسامة دافئة بتخفي وراها تعبها):

"طب يلا يا بنات، أنا هطلع أغيّر هدومي شوية،

وتعالوا لو عايزين حاجة."


(فرح تبص وراها وهي طالعة، وابتسامتها خفيفة،

لكن في قلبها علامة استفهام لسه ماعرفتش تحط عليها إجابة.)


*******

(غرفة فرح – بعد منتصف الليل – نور الأباجورة دافي، أوراق ودفاتر مفتوحة حوالين السرير، صوت موسيقى هادئ في الخلفية)


فرح قاعدة على السرير، لابسة ترينج بناتي مريح،

ملك قاعدة على الأرض جنبها، ضهرها مسنود على السرير،

في إيدها شوكولاتة، وفي التانية قلم بتقلب بيه في الكشكول.


– ملك (بتتكلم وهي بتاكل):

"إحنا مش هنخلص غير السنة الجايّة بالشكل ده…

بقولك نمتحنهم إحنا ونخلص!"


– فرح (بضحكة صغيرة):

"آه والله… نرمي الكتب ونفتح شركة دروس أونلاين ونغنيها."


(ملك تبص لها شوية، وبعد لحظة تقول ببراءة خبيثة):

"بس بقولك إيه…

نسيت أسألك:

إيه حكاية المتطفل بتاع النادي؟"


– فرح (ترمش بسرعة، وتحاول تبان عادية):

"مين؟"


– ملك (ترفع حاجبها):

"يعني في كام حد دخل بينك وبين محمد فجأة؟

أحمد السوهاجي يا آنسة…

كان باين عليه مهتم جدًا، وانتي مش بتردي!

عايزة أقولك محمد وشه اتقلب لما شافكم."


– فرح (تضحك ضحكة خفيفة وتحاول تهرب):

"أوف يا ملك بلاش الكلام ده…

ده مجرد واحد شافني مرتين!

كنا بنتدرب سوا مرّة، وبعدين اتقابلنا تاني وخلاص."


– ملك (تغمز وهي بتشرب من الكوباية):

"آه يعني شافك مرة… واتأثر مدى الحياة؟

وعايز يعرف أخبارك ليه طيب؟"


– فرح (تضحك، لكن صوتها يضعف):

"ملك…

هو يمكن لطيف… بس أنا…

أنا مش عارفة…"


– ملك (بهدوء، تبص لها باهتمام):

"مش عارفة تحسي؟

ولا مش عارفة تحسي غير لشخص واحد؟"


– فرح (تسكت، وتبص في الفراغ شوية، وبعدين تهز كتفها):

"يمكن اللي اتعودت عليه بقى الأمان…

وكل اللي حواليّا بيحسسوني إن إحساسي غلط."


– ملك (بحنية):

"وإنتي عمرك كنتي غلط؟

اسمعي قلبك بس…

هو اللي عارف الحقيقة، حتى لو دماغك مش قادرة تعترف."


(فرح تبص لها وتبتسم، وبعدين تمسك المخدة وترميها عليها)


– فرح:

"طب يلا نزاكر قبل ما أنسى أنا في سنة مصيرية!"


– ملك (وهي بتضحك):

"مصيرية إيه يا بنتي وانتي قلبك عايش في مسلسل تركي؟"


،،،،،،،،،،،،،،


(غرفة ليلى – الساعة 2:30 فجرًا)

الهدوء يلف الفيلا، لكن عقل ليلى كان في عاصفة.

قاعدة على طرف السرير، شعرها مفكوك، عينها فيها قلق ودوامة تفكير.

كل ما تحاول تغمض عنيها، تتكرر في دماغها كلمات الراجل اللي شافته.


– ليلى (تهمس لنفسها):

"لازم أقول لمحمد… هو الوحيد اللي ممكن يعرف يتصرف…

بس فرح… فرح متعرفش حاجة، دي أهم حاجة."


(تقوم من مكانها، تلبس شال خفيف على كتفها،

وتطلع تمشي بحذر في الطرقة،

توقف قدام باب غرفة محمد، تدق بخفة…

مافيش رد، تفتحه… الغرفة فاضية.)


– ليلى:

"يمكن يكون تحت… في المكتب."


(تنزل الدرج بهدوء، تدخل على المكتب،

تتفاجأ بمحمد قاعد على الكنبة، لابس بيچامة قطن رمادي،

وجنبه إلهام، لابسة روب حرير، شعرها مربوط،

واضحة الحنية على وشها)


– إلهام (بتبص لليلى وتبتسم):

"لسه صاحية؟"


– ليلى (بتحاول تبان ثابتة):

"آه… مش عارفة أنام.

محمد، ممكن أكلمك دقيقة؟"


– محمد (يقوم من مكانه):

"طبعًا، في إيه يا لولا؟"


– ليلى (بصوت مهزوز):

"الراجل اللي كنت بشوفه من فترة… رجع يطلب فلوس تاني،

وابتدى يهددني… بيقولي إنه هيقول كل حاجة لفرح لو ما ادتهوش."


(إلهام تبص بقلق، ومحمد يتقدم خطوتين)


– محمد (بحزم وقلق خافي):

"كل حاجة يعني إيه؟

أنتي دفعتي له قبل كده؟"


– ليلى (بتنزل عينيها):

"آه… كان المفروض آخر مرة، بس واضح إنه مش ناوي يبعد."


– إلهام (بهدوء):

"وليه كنتي بتدي له من الأول؟

كنتي قولتيلنا…"


– ليلى (بحزن):

"كنت فاكرة إني بحمي فرح…

وأنا مش هسمح لحد يكسرها… مش بعد السنين دي كلها."


– محمد (يقرب منها، يحط إيده على كتفها):

"فرح مش هتعرف حاجة، أوعدك.

إحنا هنلاقي حل.

بس من النهاردة، أنا اللي هتعامل معاه."


– ليلى (بعيون فيها دموع):

"أنا اتعبت يا محمد…

مش عايزة أخسرها، مش عايزة…"


– إلهام (تقوم وتضمها بحنية):

"محدش هيخسر حد،

اهدي انتي بس.


– محمد (يسند ليلى):

"يلا، ارتاحي شوية… أنا هتابع الموضوع.

اطمني…"


(يفتح باب المكتب بهدوء وهو بيسند ليلى عشان يطلعها فوق،

لكن يتفاجأ وهو بيفتح إن فرح واقفة قدام الباب،

لابسة تريننج خفيف، شعرها مربوط، ملامحها متفاجئة وشبه قلقة)


بقلم / سمر الكيال 

        حسناء الكيال 


                    ** انتظروني البارت القادم **

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عن الكاتبتين: حسناء الكيال وسمر الكيال

البارت الثالث .. منافس قوي

البارت الرابع .. بين الغياب و اليقين