البارت السادس .. بداية المنافسة

 – رواية /           هل يكفي عمري لنسيانك ؟! 


بقلم / سمر الكيال 

        حسناء الكيال 


                      * البارت السادس *


فرح (بصوت ناعم):

"أنا… سمعت صوت، قلت يمكن حصل حاجة."


محمد (بحرفية هادئة):

"لا يا حبيبتي، مفيش…

كنا بنتكلم

شوية بس عن الشغل."


إلهام (تدخل وسطهم وتمد إيدها لفرح):

"تعالي يا قمر، ساعديني أطلّع مامتك فوق، شكلها تعبت من التفكير."


فرح (تمسك بإيد ليلى):

"ماما… إنتي كويسة؟"


ليلى (بصوت دافي وابتسامة باهتة):

"كويسة يا روحي…

بس شوية تفكير مش أكتر.

ادعيلي أنام شوية."


محمد (يغمز لها بحنان):

"نامي… وأنا موجود."


(وتتحرك ليلى ببطء لفوق مع فرح وإلهام،

ومحمد يقف عند باب المكتب للحظة،

عينه بتلمع من التفكير… وعقله شغال.)

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،


بعد صعود الجميع إلى غرفهم ....


(محمد داخل المكتب، بيقفل الباب وراه  

يفتح زرار البيجامة الأول، ويخلع ساعته، يرميها جنب اللابتوب،

يقعد على المكتب، يخرج ملف قديم من الدرج، ويقعد يفتحه ببطء.)


(الجو في الغرفة هادي، إلا من صوت عقارب الساعة، وضوء خافت من الأباجورة الجانبية.)


(يطلّ محمد بنظرة فيها وجع وتفكير طويل…

ثم يمد إيده للموبايل، ويفتح الواتساب… يبحث في المحادثات،

ويطلب رقم قديم محفوظ باسم: "الضـل".)


(يضغط على زر الاتصال، يستنى لحظات، وبعدين المكالمة تتم.)


محمد (بهدوء، لكن صوته فيه أمر):

"أنا عايزك تنفذ طلب، ما تسألش عليه كتير."


(يسكت لحظة، وبعدين يفتح درج المكتب، يطلع ورقة فيها صورة مطبوعة.)


محمد:

"هبعتلك صورة الراجل على الواتساب بعد المكالمة دي،

وعايز اسمه الحقيقي، عنوانه، وبيشتغل إيه…

وأي مصيبة ممكن يكون عاملها قبل كده."


(صوته بيتقل أكتر):

"الراجل ده بيهدد واحدة قريبة مني…

والقذارة اللي بيعملها مش هتعدي بسهولة."


محمد (بيتكلم بأمر واضح):

"خلال ٢٤ ساعة، المعلومة تكون عندي.

لو محتاج تروح بنفسك… روح.

الموضوع مش قابل لأي تأخير."


(يقفل المكالمة من غير ما يستنى رد،

ويفتح الواتساب، ويبعت الصورة بصمت.)


(وبعدها يسند ضهره على الكرسي،

يبص للسقف،

ويهمس بصوت واطي لكن حاد:)

"أنا وعدت ليلى… وفرح ما تستحملش وجع تاني."

     ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،


فيلا عائلة أبوزيد – السفرة

صباح اليوم التالي


(ضوء الشمس يتسلّل من شبابيك الصالون، الجو ساكن، بس ريحة الفطار بتملأ المكان.

السفرة مزينة بالأطباق، الشاي، العيش الطازج، الجبنة القديمة، الفول، والبيض.

إلهام وليلى قاعدين، بيفتحوا كلام خفيف وهم بيحضّروا الفطور.)


إلهام (بابتسامة ناعمة):

"أنا مش مصدقة إننا كلنا صحيين متأخر كده… حتى محمد!"


ليلى (وهي بتسكب عصير):

"إمبارح كان اليوم كله دوشة… طبيعي تتأخروا في النوم."


(تنزل ملك من فوق وهي لابسة بيجامة شيك، شعرها مربوط فوق بطريقة عشوائية.

وجهها منور، وبتضحك.)


ملك (بمرح):

"صباح السكر يا عيلة أبوزيد!"


ليلى (تضحك):

"صباح الشقاوة يا ملك، شكلك نايمة مرتاحة قوي."


ملك (تقعد جنب فرح):

"دي فرح طول الليل بتراجعلي كيميا… وبسأل نفسي دي داخل ثانوية عامة ولا كلية طب؟"


فرح (تضحك وتغمس عيش):

"ما هو أنتي اللي قلتيلي خدي بالك إني بطيء في الفهم!"


ملك (بحركة تمثيلية):

"أنا؟! ده أنا نابغة… بس إنتي بتعملي فيها ميس فرح!"


(ينزل محمد من فوق، لابس قميص أبيض، وبنطلون اسود ، بيربط الساعة في إيده،

شعره مبلول من الدش، ووشه فيه ملامح استعجال.)


محمد (بنبرة هادية):

"صباح الخير يا بنات."


ليلى:

"صباح النور يا محمد، اتفضل كل لقمة قبل ما تنزل."


محمد (بياخد كوب شاي):

"ما أظنش، أنا متأخر أصلًا، كنت مفروض أبقى ف الشركة من نص ساعة."


(تبص له فرح وهي بتشرب عصيرها.)


فرح (بدلع بسيط):

"مش هتوصلني أنا وملك النادي؟"


(يبص لها وهو بيشرب رشفة من الشاي، ثم يرد بهدوء، ونبرته فيها أسف خفيف.)


محمد:

"آسف يا فرح…

أنا فعلاً متأخر جدًا، وعندي اجتماع مهم مع مجلس الإدارة،

مش منطقي رئيس المجلس يوصل متأخر."


فرح (بصوت ناعم):

"عادي… هنخلي السواق يوصلنا."


ملك (بضحكة خفيفة):

"بس كنت عايزة أوصل في عربية محمد، تحسي إنك داخلة النادي VIP."


إلهام (تضحك):

"بلاش تدلّعوا البنت كده، هتطلب يوصلها كل يوم."


محمد (وهو بيجهز حاجاته):

"أنا لما أخلص النهاردة بدري، أعزمكم على عشا.

ترضوا كده؟"


ليلى:

"نرضى، بس بشرط… تختار مكان شيك مش كشري أبو طارق."


ملك:

"أنا موافقة، بس بشرط تسيبولي فرصة أختار اللبس من بدري!"


(محمد يضحك، ياخد مفاتيحه، ويودّعهم بلُطف،

وهو خارج، يبص لفرح نظرة سريعة، كلها دفء وصمت.)

،،،،،،،،،،،


طريق النادي – في سيارة فخمة


منتصف النهار


(السيارة ماشية بسرعة معتدلة، ملك قاعدة جنب فرح، الاتنين لابسين لبس رياضي أنيق، شعرهم مربوط، والنظارات الشمس على عيونهم.)


ملك (وهي بتزق فرح بخفة):

"هو أنا بس اللي لاحظت نظرة محمد ليكي الصبح؟ ولا أنا بقيت أتهيئلي؟"


فرح (ترد بضحكة متوترة):

"انتي اللي بيتهيئلك… كان مستعجل على شغله بس."


ملك:

"آه… وشايل همك في نفس اللحظة. عيني عليه باردة."


(يوصلوا النادي، السواق يفتح لهم الباب. فرح وملك بينزلوا بابتسامة، بيحيوا الناس في المدخل.

فرح تروح على التمرين، وملك تروح تجيب عصير وتقعد على جنب تذاكر.)


الكابتن (بجديّة):

"يلا يا فرح، النهاردة هنراجع اللي اتأخرتي فيه، شدّي حيلك."


فرح (بابتسامة):

"حاضر يا كابتن، مش هكسفك."


(تبدأ فرح تتمرن بتركيز، بعد حوالي ربع ساعة، الكابتن يوقف التمرين للحظة،

يمشي بعيد شوية عن ساحة التدريب، يخرج موبايله، ويتصل على حد معين اكتر من مرة ومفيش رد


(يبعت مسج، ويرجع للتمرين.)


،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،


  شركة محمد – غرفة الاجتماعات


نفس اللحظة تقريبًا


(قاعة فخمة، فيها تابلتات، شاشات عرض، تصميم عصري.

محمد قاعد على رأس الطاولة، فارس على يمينه، وأحمد السوهاجي على الجهة المقابلة.

العرض على الشاشة فيه تصميمات هندسية، ومناقشة مشروع الشراكة.)


أحد أعضاء المجلس:

"والتصميم ده ممتاز، وبيختصر الوقت بنسبة ٢٥٪ في التنفيذ…"


أحمد (بهدوء وثقة):

"والأمان فيه أعلى، ومش هيرفع التكلفة، بالعكس."


(الموبايل بتاع أحمد يهتز في جيبه.

يبص عليه، أول ما يشوف المسج… يتغير تعبير وشه للحظة،

نظرة ضحك مكتومة تظهر فجأة،

يبص حوالينه بسرعة، يحاول يسيطر على ملامحه.)


الرسالة على الشاشة:

"فرح ف النادي وعد الجمايل يا عم!"


(أحمد يطفي الشاشة بسرعة، ويضحك بهدوء مصطنع.)


أحمد (بصوت هادئ):

"أنا آسف جداً، عندي ظرف طارئ…

بس التصميم ده كامل، وأنا جاهز لأي ملاحظات لاحقًا.

أسيبكم تكملوا المناقشة، وهنتابع أول بأول."


(يقوم بسرعة، يجمع ملفاته ويخرج من القاعة.)


(الجو يتغير فجأة بعد خروجه، الكل بيبص لبعض باستغراب بسيط.)


فارس (يميل على محمد وهم لسه قاعدين):

"أنا مش مرتاح لخروجه كده وسط الاجتماع…"


(محمد بيقفل اللابتوب قدامه، ويقوم واقف وهو بيزبط ساعته.)


محمد (بجديّة وعيونه فيها شك):

"ولا أنا."

،،،،،،،،،،


النادي – استراحة قريبة من ملعب الإسكواش

بعد التمرين 


(فرح قاعدة على كرسي خشب، ماسكة زجاجة مياه، خدودها محمرة من التمرين، فيها نشاط واضح. بتقلب في شنطتها تدور على المنشفة الصغيرة. فجأة…)


أحمد (بابتسامة دافئة):

"واضح إنك ما فقدتيش لياقتك… الملعب كان منور بوجودك."


فرح (ترفع عينيها وتضحك بخفة):

"شكرًا… بس مش شايف إنك بالغت شوية؟"


أحمد (بهدوء وثقة):

"مش عادة أبالغ… بس لما الحقيقة تبقى واضحة، بيبقى من الظلم نخبّيها."


(تضحك بخجل خفيف، وتحرك كتفها كأنها بتحاول تخفف الموقف.)


فرح:

"متهيألي إن آخر مرة شفتك كنت لسه جديد في النادي…"


أحمد:

"تقريبًا كده… بس فاكر المرة دي كويس. كنا في الملعب رقم ٣، وأول ما بدأنا الماتش… كنتي بتلعبي كأنك بتتحديني من غير ما تتكلمي."


فرح (نظرة مفاجأة):

"فاكر؟ ده كان من كام أسبوع!"


أحمد (بنظرة مباشرة):

"أنا  مش بنسى اللي بيسيب أثر."


(فرح تبتسم، تحاول تغيّر الموضوع)


فرح:

"وبعدين؟ مشوفتكش كتير بعدها."


أحمد:

"كنت بسأل المدرب كل مرة أجي فيها… لحد ما قاللي إنك رجعتي. فقلت أجي أطمّن بنفسي."


فرح (بلهجة أخف):

"كويس إنك جيت… بس أنا تمام الحمدلله."


أحمد (بلطف):

"تمام أكتر دلوقتي. تحبي نلعب ماتش قريب؟ بس المرادي من غير تحدي صامت، نتفق على قوانين واضحة."


فرح (تضحك):

"موافقة… طالما هنلعب بمبدأ اللعب النظيف."


أحمد:

"دايمًا… وده رقم تليفوني لو حبيتي تحددي المعاد."


فرح:

"تمام، وهبعتلك رقمي."


(بيتبادلوا الأرقام. أحمد بيقف،  ويرجع يبص لها بهدوء.)


أحمد:

"سعيد إني شوفتك تاني… ونصيحة صغيرة: مهما كانت الدنيا مجهدة، خدي دايمًا وقت لنفسك."


فرح (بهدوء وبسمة خفيفة):

"شكرًا… كلامك لطيف أكتر من المتوقع."


أحمد (بغمزة خفيفة وهو بيبعد):

"ده لأنك ما تعرفينيش كفاية… لسه."


(يمشي أحمد… وفي الخلفية، محمد بيظهر من بعيد، شايف المشهد بالكامل، عينه بتتبع أحمد وهو بيبعد… وبيتحول نظره لفرح.)


بقلم / سمر الكيال 

        حسناء الكيال 


                    ** انتظروني البارت القادم **

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عن الكاتبتين: حسناء الكيال وسمر الكيال

البارت الثالث .. منافس قوي

البارت الرابع .. بين الغياب و اليقين