البارت الثاني .. اعتراف داخلي
رواية / هل يكفي عمري لنسيانك ؟!
بقلم / سمر الكيال
حسناء الكيال
"من هنا... تبدأ الحكاية."
من بيت واسع فيه ريحة القهوة متعلقة فـ الحيطان،
من ضحكة كانت بتدوّي في الأركان،
من حضن دافي كان شايل أسرار،
من نظرة كانت بتخبّي حب...
وحب كان بيخاف يتقال.
فرح... ومحمد.
هي كانت "فرح" اسمًا وقلبًا،
وهو كان الراجل اللي بيشيل الدنيا بصمته،
وبيخبي دموعه في المراية قبل ما حد يشوفها.
كانت بتحبه من غير ما تسميه حب،
وكان بيحبها من غير ما يعترف...
كبرت وهي شايفة فيه الأمان،
وكبر هو وهو شايفها "صغيرة"...
لكن قلبه؟ ما عرفش يسيبها.
ومن يوم،
رجعت فرح البيت...
تفتح باب أوضة قديمة،
وتفتح معاها وجع عمر كامل...
وتبدأ من أول سطر في مذكراته:
> "آسف... على كل مرة خذلتك فيها عشان أحميكي.
آسف... إني اخترت أوجع قلبي بدل ما أشوف عنيكي بتتألم."
***********
(الساعة ٢:٣٠ الظهر - بوابة مدرسة راقية - الجو هادي لكن التوتر في الجو)
عربية محمد وقفت على الجنب كعادتها.
النهارده خرج من الشغل بدري، ساب الاجتماع المهم من غير ما يشرح كتير،
بس جواه حجة واضحة جدًا...
> "لازم ألحقها، هي ماينفعش تستناني كتير بره."
يبص من العربية ناحية البوابة...
ويتجمّد مكانه.
فرح... واقفة بتضحك مع زميل ليها.
لبس المدرسة عليها، شنطتها على ضهرها، والشمس نازلة على شعرها.
بتتكلم... وهو بيضحك.
الضحكة اللي كانت طول عمرها له...
بقت خارجة لحد تاني.
محمد - في نفسه، بس بنبرة مقفولة، مكبوتة:
> "إيه ده؟ ده وقت هزار؟ ده منظر؟!"
ينزل من العربية بسرعة، ويمشي بخطوات ثابتة بس غاضبة.
يوصل عندها، وهي لسه مش واخدة بالها.
محمد - بنبرة جامدة، مختصرة، بصوته الرجولي المعتاد:
- "يلا يا فرح."
فرح - تتفاجئ، تلف بسرعة، صوتها عالي شوية من الصدمة:
- "إيه ده؟ جيت بدري النهارده؟!"
محمد - من غير ما يبصلها:
- "اركبي."
(تلم حاجتها بسرعة، تسلم على زميلها برأسها بخجل، وتركب جنبه.
وسكوووت قاتل في العربية.)
---
(جوه العربية - الطريق ساكت، بس جواهم دوشة)
فرح - تحاول تفك التوتر:
- "كنت في اجتماع؟"
محمد - قصير، بنبرة مقفلة:
- "آه. وسِبته."
فرح - تندهش:
- "ليه؟!"
محمد - يضغط على الدركسيون بإيده شوية:
- "حبيت آخدك. زي ما بتعود دايمًا."
فرح - تضحك ضحكة خفيفة، تحاول تكسر الجمود:
- "بس دي أول مرة تيجي بدري كده... غالبًا زهقت من الشغل؟"
محمد - يلف وشه ليها فجأة، نبرته هادية لكن حادة:
- "كنتِ واقفة معاه ليه؟"
فرح - تتفاجأ من السؤال، ترمش بسرعة:
- "زميلي! بنخلص واجب سوا..."
محمد - يرجع عينه قدّامه، يقول بحزم:
- "المدرسة مش مكان ضحك وهزار في نص اليوم."
فرح - بنبرة فيها غيظ خفيف:
- "ده بينا كلام لما نروح."
---
(يوصلوا البيت - محمد يركن، ينزل، وهي تنزل وراه، تدخل قبله بخطوتين.)
(يدخلوا البيت - الصالة فاضية - الجو ساكت)
فرح - ترمي شنطتها، وتبص له، مدايقة بجد:
- "إنت إيه مشكلتك بالظبط؟!
من إمتى بقيت تزعقلي على كل حاجة؟
ده زميلي! مش واحد غريب!"
محمد - يقف قصادها، صوته هادي لكن نظرته فيها نار:
- "أنا ماليش في الضحك ده.
ضحكتك دي مش أي حد يستحقها."
فرح - تبص له، قلبها يخبط فجأة، بس ترفع حاجبها بدهشة:
- "هو إنت... اتغيرت لية ؟!
محمد - سكت... لمدة ثانية أو اتنين، عنيه ما ترفّعتش، بس ما نطقش.
بعدها قال ببساطة:
- "أنا بس مش بحب المنظر... مش أكتر."
فرح - تهز راسها، وتقول بصوت واطي:
- "غريبة قوي يا محمد...
أوقات بحس إنك أكتر من أخ...
بس لما تقول كده... بحس إنك مش عارف إنت فين."
محمد - يبص لها، ووشه بقى جامد تاني، ويغير الموضوع:
- "روحي غيري هدومك. الغدا هيجهز كمان شوية."
(فرح تمشي من غير ما ترد، بس في وشها ألف علامة استفهام.
وهو يفضل واقف مكانه، قلبه بيخبط، وعقله بيدور.)
وتخرج إلهام و ليلى على صوت حديثهم ويسألون محمد :
مالك وشك متغير ليه كده وصوتك عالي انت وفرح
رد عليهم محمد بصوت كله خنقه : بالله عليكم سيبوني ف حالي انا مخنوق شوية
شدته ليلى من أيده واجلسته على أقرب اريكه وجلست بجوارة وقالت : فيه ايه احكيلي
أخذ محمد نفس عميق وقال : روحت علشان اجيب فرح من المدرسة لقيتها عماله تهزر وتضحك مع واحد زميلها ..
ضحكت ليلى وقالت ... طب وفيها ايه البنت لسه صغيرة وبعدين ده زميلها فى عادي يعني
إلهام: من الاخر كده انت اللي مركز مع البنت قوي .. واكملت عارف انت لو ليك حياتك الخاصة بعيد عن فرح مش هتركز كده معاها .. يا ابني اتجوز و ريح قلبي
ويرد محمد وهو يهم بالصعود لغرفتة : ماما هو كل حوار يبقى بسبب اني رافض الجواز .. أنا هطلع أغير هدومي
******************
(غرفة فرح - الساعة ٣:٥٠ العصر - الشمس داخلة من الشباك والإضاءة ناعمة)
فرح داخلة أوضتها، ترمي شنطتها على السرير، تقفل الباب،
وتقعد على الأرض جنب السرير، وتحط راسها على ركبتها.
تمسك موبايلها تبص فيه... تلاقي "ملك" بتتصل.
فرح - بنبرة متعبة وهي ترد:
- "ألو..."
ملك - بنبرة مليانة طاقة كالعادة:
- "فرحوووشتي! يلا قوليلنا إيه اللي حصل؟ هو محمد جه المدرسة فعلاً؟!"
فرح - تضحك ضحكة خفيفة مخنوقة:
- "أيوه جه... وسحبني من البوابة كأني عاملة مصيبة."
ملك - باندهاش:
- "هو إيه؟ في إيه؟ كنتي عاملة إيه؟!"
فرح - تسكت شوية، وبعدين تقول بصوت هادي:
- "ولا حاجة... كنت واقفة بتكلم مع زميلي. بس واضح إن دي مصيبة عنده."
ملك - تضحك بذكاء:
- "آآآه! كده بقى... بيغير!"
فرح - بسرعة وهي بتكتم توترها:
- "ملك! بلاش الهري ده. محمد مبيغيرش، هو بس... كده، بيخاف عليا."
ملك - بسخرية لطيفة:
- "بيخاف عليكي ولا بيشوفك حد تاني؟ بصيلي في عيني وقوليلي...
مش هو أكتر حد بتطمني له؟ مش بتحسي إنه دايمًا شايفك من غير ما تتكلمي؟"
فرح - تصمت لحظة، صوتها يطلع أهدى:
- "هو شايفني حتى لما بكون مش موجودة قدامه...
وأنا... مش عارفة ليه كل حاجة فيه بتسكنني.
ضحكته... صوته... طريقته وهو بيزعق... حتى وهو ساكت!"
ملك - تهمس بصوت حنون:
- "إنتي بتحبيه يا فرح...؟"
فرح - ترد بصوت شبه مسموع، وعيونها بتدمع وهي بتبص للسقف:
- "لو الحب بيبقى كده... إني أعيط من غير سبب لما يكلمني بحِدّة...
وأضحك لمجرد إني شُفت اسمه بيتصل...
يبقى آه...
أنا بحبه."
ملك - بحنية:
- "وهو؟"
فرح - بنبرة فيها وجع وحيرة:
- "مش عارفة... أوقات بحس إنه بيبصلي كأني العالم كله...
وأوقات بيبعد فجأة... زي ما بيخاف من نفسه."
ملك - بنغمة فهمة قوي:
- "بيحبك بس خايف...
خايف منك، ومن نفسه، ومن الناس...
بس صدقيني، لو الحب حقيقي، مفيش حاجة هتقف قدامه."
فرح - تسكت، ثم تبتسم ابتسامة حزينة:
- "بتمنى تيجي اللحظة اللي نعرف فيها إحنا فين من كل ده...
بس لحد ما تيجي... أنا هكتفي بنظراته."
"هو الحب اللي بنخاف نعترف بيه...
بيبقى أصدق؟
ولا أضعف؟"
بقلم / سمر الكيال
حسناء الكيال
****************
وهذا البارت اهداء خاص الى اخي العزيز الداعم الأول لنا
"علي عاطف الكيال"
** انتظروني البارت القادم **
واو
ردحذفكملي
ردحذفعجبني الأسلوب
ردحذفكتير حلو
ردحذف