البارت الثالث والعشرون.. سنين و مرت زي الثواني!

 رواية /           هل يكفي عمري لنسيانك ؟! 


بقلم / سمر الكيال 

        حسناء الكيال 


         **** البارت الثالث و العشرون ****


محمد – ألمانيا


محمد واقف قدام بوابة المستشفى الخاصة، شنطته في إيده، لابس بالطو ثقيل، ووشه شاحب من التعب والسفر… ومن الوجع.


الدكتور يسلّمه ملف دخول المستشفى، 

محمد يرد بابتسامة مجاملة صغيرة جدًا… لكن عينيه فيها ألف تنهيدة.


يدخل أوضته في المستشفى…

الغرفة بيضا، مرتبة، فيها كنبة صغيرة، وسرير طبي، وشباك بيطل على شارع هادي.

يحط شنطته…

يبص على السرير، يتنفس نفس عميق…

ويقعد على الكرسي، يخرج موبايله، ويفتح صورة لفرح…

يبص فيها فترة طويلة جدًا…

ويلف الموبايل على صدره ويغمض عينه، دمعة واحدة تنزل…

،،،،،،،،،،،،


فرح – في بيت عماد


فرح تدخل أوضتها الجديدة، تقفل الباب وراها بهدوء.

تشيل الشنطة من على ضهرها، ترميها جنب الدولاب…

وتقف في وسط الأوضة، مش عارفة تقعد ولا تنام.


تبص على صورتها في المراية…

ما تتعرفش على نفسها.

شعرها مش مترتب، عينها منفخة من البكا، ملامحها منهارة.


تفتح درج في الكومود وتطلع صورة قديمة لمحمد معاها، كانت مخبياها.

تبص فيها…

ووشها يرتجف وهي بتحاول تمسك دموعها… بس مفيش فايدة.


تسيب الصورة، وتدخل السرير…

تنام على جنبها، ضهرها للباب…

تحضن نفسها…

وتغرق في صمت موجوع.


---


فيلا أبو زيد – بالليل


السفرة فاضية…

الأنوار خافتة…

إلهام قاعدة لوحدها، ف إيدها كوباية شاي، بس الشاي برد، وهي بتقلب فيه من غير ما تشرب.


تدخل ليلى، تلبس روب على بيچامتها…

تبص حوالين البيت…

كأن المكان كئيب وبارد…

تمشي ناحية كرسى محمد…

وتلمسه بإيدها…

ثم تشيل إيدها فجأة… وتتنهد.


تقعد قدام إلهام…

يتبادلوا نظرات…

كل واحدة عارفة التانية موجوعة…

بس مفيش كلام.

بس الهوا تقيل.

والبيت بقى أوحش من المقابر.


الفيلا من برة، الشباك مفتوح، الهوى بيحرك الستارة…

بس مفيش صوت… ولا روح.


،،،،،،،،،،،،،،،،

في فيلا عماد، النهار بيبدأ بهدوء غريب.


فرح بتصحى من نومها، عنيها فيها أثر دموع قديمة ولسه فيها نظرة وجع مش بتخف، بتقوم وبتبص حواليها كأنها مش في مكانها، بتحاول تبان قوية قدام نازلي وعماد، بترد بكلمات بسيطة ومختصرة… بتحاول تلبس وش الثبات، لكن ملامحها مش عارفة تخدع حد.


في الجامعة… بتمشي وسط الزحمة بخطوات بطيئة، عينيها على الأرض.

أحمد السوهاجي بيقرب منها، بابتسامة خفيفةبيسألها عن اخبارها وبعدين يقولها ...


"عايزك تيجي تتدربي في الشركة. هتغيري جو، وممكن يفرق معاكي."


فرح تتردد… لكن في الآخر تومئ برأسها موافقة. صوتها مابيطلعش.


في ألمانيا –

بيفتح الباب بهدوء، الغرفة ساكنة، كل حاجة مرتبة وجديدة… بس باردة.

بياخد نفس طويل، وبعدها يقعد بهدوء على الكنبة.

بيطلع موبايله… يفتحه، يفتح تسجيل صوتي.

صوت فرح بيقول:


"يلا غني معايا..."


وتبدأ الأغنية تدوي:


---


واحب تاني ليه؟ واعمل في حبك إيه

واحب تاني ليه؟ ليه؟ واعمل في حبك إيه؟

ده مستحيل قلبي يميل… 

ده مستحيل قلبي يميل

ويحب يوم غيرك أبدًا أبدًا

أهو ده اللي مش ممكن أبدًا


ذكريات حبي وحبك ما انسهاش

هي أيامي اللي قلبي فيها عاش

ذكريات حبي وحبك ما انسهاش

هي أيامي اللي قلبي فيها عاش


فيها أحلامي قُلتها وحققتها ليّ

وفيها أحلامي لسه أنا ما قلتهاش… آه ما قلتهاش


---


محمد يقفل التسجيل، يحطه جنب صدره، ويغمض عنيه… الدموع تنزل بس من غير صوت.


في فيلا أبو زيد

ليلى قاعدة قدام طرابيزة السفرة… الكرسي اللي كان بيقعد عليه محمد فاضي.

إلهام بتقلب في صوره… لمّا كان صغير، لما كبر، لمّا ضحك لأول مرة مع فرح.

البيت هادي… والغياب تقيل.


فرح  في غرفتها


تقفل الباب، تنام على السرير وهي حضناه تي شيرت غرقان من البرفيوم بتاع محمد، وتحط السماعة في ودنها… وتعيد نفس التسجيل.


---


"ذكريات حبك ما انسهاش

هي أيامي اللي قلبي فيها عاش…"


،،،،،،،،،،،،،،،،،،،


شركة السوهاجي


اليوم الاول 


فرح داخلة الشركة، لابسة لبس رسمي بسيط، ماسكة ملف، نظرتها هادية لكن فيها مسافة بين قلبها والدنيا كلها.

تمر من جنب الموظفين… ما بتسلمش، بس كل خطوة وراها وجع ساكن.


اليوم التاني


أحمد واقف قدام مكتبه الزجاجي، بيلمحها، يبتسم ابتسامة صغيرة، فيها احترام، مفيهاش ضغط.


اليوم الثالث 


فرح قاعدة على مكتبها… بتشتغل بتركيز، بس عينها كل شوية تسرح.

أحمد يمر من وراها، يحط على مكتبها شوكولاتة صغيرة، أو كوب قهوة.

هي تبص حواليها، تلاقيها… ترفع عينيها وتلاقيه مشي.


اليوم الرابع 


اجتماع داخلي… فرح بتتكلم لأول مرة، تحاول تشرح حاجة.

أحمد يبصلها وهو فخور… يديها فرصة تكمل.

بعد ما تخلص… الموظفين يبتسموا، وهي كأنها لأول مرة تسمع تصفيق.


اليوم الخامس 


فرح ماشية في ممر الشركة، توقع أوراق منها…

أحمد يبص من بعيد، يسيب اللي في إيده ويجري يساعدها…

وهي تبص له، وتضحك ابتسامة خفيفة، شبه نادرة.


اليوم السادس 


كافيتيريا الشركة… أحمد قاعد على ترابيزة، يلمح فرح داخلة لوحدها.

يشاورلها تيجي، تتردد شوية، لكن بتيجي في الآخر.

يتكلموا… لكن إحنا مش سامعين.

هي تضحك بخفة، تحط إيدها على وشها كأنها مش مصدقة إنها ضحكت.


اليوم السابع


فرح خارجة من الشركة آخر اليوم… الجو شتا، مطر خفيف نازل.

أحمد يمد لها مظلة… تمسكها، وتبص له بنظرة فيها تقدير ودفا. ويعرض عليها يوصلها وتوافق..


،،،،،،،،،،،،،،،،،


غرفة محمد في المستشفى الألمانية / ليلًا


ضوء خافت يشع من النافذة الجانبية، وصوت أجهزة المراقبة الطبية بيدّي إيقاع بطيء وقلق. محمد نايم على السرير، نص قاعد، لابس بيچامة المستشفى، ووشه شاحب شوية لكنه ثابت. بيبص للساعة كأنه بيعد الدقايق بالعافية.


باب الغرفة يتفتح بهدوء، يدخل فارس، عليه آثار السفر وتعب الطريق… لكن بيحاول يبان متماسك.


محمد (بابتسامة خفيفة):

"فارس… جيت."


فارس (بيهزر وهو بيقرب):

"هو أنا ينفع أسيبك لوحدك في يوم زي ده؟"


محمد يضحك ضحكة صغيرة جدًا، لكنها مش بتوصل لعينيه.


محمد:

"أخبار أمي وليلى إيه؟ كويسين؟"


فارس (بيهز راسه):

"الحمد لله… "


محمد يسكت شوية… يبلع ريقه، وعينيه تتهرب.


محمد (بصوت أهدى):

"وفرح؟"


فارس (ينزل عينيه، ويقول بهدوء):

"مش وقته دلوقتي يا محمد… حاول تهدي وتصفّي ذهنك… بكره عمليتك، ولازم تكون مرتاح نفسيًا."


محمد يسند راسه ورا، ويغمض عينيه لحظة، وبعدين يفتحها وبصوته نبرة وجع دفين:


محمد:

"أنا مش مستني نهاية غير دي… بس بعمل آخر محاولة، عشان أمي، وعشان ليلى… وعشان فرح…

إذا كانت لسه شايفة إني أستاهل أكون في قلبها.

أنا مش قادر أنسى نظرتها الأخيرة ليّا، كلها خذلان… كأنها بتقولّي إني موتها من جوا، قبل ما أموت أنا."


فارس (بيقرب منه، ويحط إيده على كتف محمد):

"أكيد هي زعلانة، بس فرح بتحبك بجد…

ولما ترجع بالسلامة، هتعرف تحلّ كل ده، وهتسامحك.

بس إنت قوم بس… قوم بس وأرجع، والباقي كله هيتحلّ."


محمد يبتسم ابتسامة صغيرة جدًا… فيها امتنان وألم، ويمد إيده لفارس ويمسكها بقوة.


محمد (بصوت هامس):

"خد بالك منهم… ومن نفسك… ولو حصللي حاجة…"


فارس (مقاطعه بحزم وحنان):

"متكملش… إنت هتقوم من العملية، وهترجع… وهتتجوز فرح كمان.

وهنضحك ساعتها على اللي حصل ده كأنه كابوس وعدّى."


محمد ما بيردش… بس دمعة تنزل ببطء من زاوية عينه، يحاول يمسحها بسرعة… يبتسم بصعوبة، ويحاول ينام.


،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،


فيلا عماد / صباح اليوم التالي


ضوء الشمس يتسلل بخجل من بين الستائر البيضاء. الجو في الغرفة هادي… هدوء مش طبيعي ، فرح وهي نايمة على جنبها، ملامحها مجهدة، فيها آثار بكاء… وعرق خفيف على جبينها.


فرح تفتح عينيها فجأة. تاخد نفس عميق كأنها كانت مخنوقة فـ الحلم.

تقعد على السرير بهدوء، تبص حواليها وكأنها تايهة…


صوت تنفسها بس هو اللي باين.


تحط إيديها على صدرها، وقلبها بيدق بسرعة…

تحاول تهدي نفسها، تبص للساعة… الساعة لسة 7 الصبح.


تمشي على أطراف صوابعها للحمام، تغسل وشها، وتبص فـ المراية…

عيونها منفخة من قلة النوم، جواها خوف مش مفهوم.


فرح (بهمس لنفسها):

"في حاجة… في حاجة مش طبيعية… قلبي مش مرتاح… ليه؟"


تنشف وشها، وتخرج من الحمام…

تمسك موبايلها، تبص فيه…

مافيش رسالة، ما فيش اتصال.


عيونها تتملي دموع، بس بتبلع وجعها .


تفتح شباك أوضتها، وتبص للسماء… الجو غريب، سحب خفيفة، والشمس مش باينة كويس…

كأن الكون كله متوتر زيها.


تقعد على الأرض جنب السرير، وتضم ركبها لحضنها…

تتكور على نفسها وهي بتتنفس ببطء… وكأنها بتحاول تفهم الإحساس اللي بيخنقها.


،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،


داخل غرفة محمد في المستشفى – صباح يوم العملية


الساعة تشير إلى ٦:٤٠ صباحًا.

ضوء رمادي باهت يتسلل من شباك الغرفة، ينور وجه محمد وهو قاعد على السرير، لابس بيجامة المستشفى، لكنه ما نامش.


محمد، عيونه مجهدة جدًا… حمرا من السهر، ومن البكاء اللي كان بيهرب منه طول الليل.


قدّامه على الترابيزة:

أجندة جلدية قديمة، وصندوق خشب صغير، وجهاز تسجيل صوت.


محمد بيكتب آخر سطر في الأجندة… إيده بترتعش، وصوته الداخلي بيحكي بصمت:


"لو قريتي الكلام ده، يبقى أنا خلاص… مقدرتش أرجع. بس متزعليش… متعيطيش. يمكن كنت أناني إني أخبي، بس كنت بعمل كده عشانك. كان نفسي أعيش معاكي يوم واحد بس وأنا متأكد إنك ليا. بس كفاية عليا إني كنت موجود جنبك، وشفتك بتكبري، وقلبي بيكبر بيكي."


يقفل الأجندة بحنية، ويحطها جوه الصندوق.

يحضن الصندوق لحظة… كأنه بيحضن روحه الأخيرة، وبعدين يحطه على الترابيزة.


يضغط على زر التسجيل… ويسكت لحظة قبل ما يبدأ، كأنه بيحاول يجمع شتات روحه:


محمد (بصوت دافي لكنه مكسور):


"فرح… حبيبتي… بنتي… وكل دنيتي…


أنا مش عارف إذا كنتي هتسمعي التسجيل ده إمتى… بس اللي متأكد منه إنك هتحسي بكل حرف فيه…


أنا بحبك… بحبك قوي، أكتر مما كنتي ممكن تتخيلي في أي لحظة…


عارف إنك زعلانة ومتضايقة مني، بس أنا عملت كده عشانك، عشان كنت خايف عليكي…


مش قادر أقولك إزاي كنت بتقطع كل يوم وأنا بعيد عنك…


بس قبل ما أقول أي حاجة… حبيت أسيبلك حاجة صغيرة… يمكن تفتكري بيها صوتي…"


يسكت لحظة، ياخد نفس عميق، وبصوت ناعم وهادي جدًا، يبدأ يغنيلها بصوته المتكسّر، المليان شوق وحنين:


"أنساك… دا كلام… أنساك… يا سلام

واحب تاني لية واعمل فحبك ايه ... دا مستحيل قلبي يميل ويحب يوم غيرك ابدا ابدا اهو دا اللي مش ممكن ابدا 


ولا ليله ولا يوم انا دقت النوم ايام بعدك .. كان قلبك فين وحنانك فين كان قلبك فين وحنانك فين كان فين قلبك 


انا انسى جفاك وعذابي معاك متنساش حبك

ويكمل 

سنين ومرت زي الثواني في حبك انت وإن كنت اقدر احب تاني احبك انت ... وازاي تقول انساك واتحول وانا حبي ليك اكبر من الاول ....


صوته يكسر في الآخر، ويسكت… وبصوت أهدى وأعمق من وجعه، يكمل:


"فرح… ممكن أطلب منك طلب؟

لا… دول طلبين… آخر رجاء ليّا…


لو ليا جزء صغير ف قلبك… لو كنتي حبيتيني يوم…

أوعديني تنفذي اللي هقوله."


(نبرة صوته تضعف وهو بيكمل):


"أول حاجة… سامحي ليلى…

والله العظيم بتحبك، ولو كانت خلفت من بطنها، عمرها ما كانت هتحب بنتها قد ما حبتك…


متسيبهاش هي ولا أمي…


وسامحيني أنا…

سامحيني عالوجع اللي سببه ليكي وجودي…


أنا بحبك…

بحبك بكل حاجة فيّا…


بس أنتي… تستاهلي تعيشي… مش توقفي حياتك عندي."


صوته يتخنق… وجملته الجاية تطلع بالعافية من وسط دموعه:


"الطلب التاني…


أوعي تقفلي قلبك…

أوعي تقولي الحب خلص…


أدي لقلبك فرصة تاني يحب…


أنتي لسه صغيرة…

وأنا مش النهاية…

لازم الحياة تكمل، حتى من غيري."


(يصمت لحظة، صوته ينكسر أكتر وهو بيكمل):


"أحمد السوهاجي بيحبك… بجد…

أنا عرفت ده من أول ما شفته بيبصلك…

ولو حبك، ورعاكي، وحافظ عليكي…

اتجوزيه، فرح…


عيشي حياتك…


بس… متنسينيش."


محمد يضحك ضحكة باكية، وبيقول بصوت هامس، شبه مختفي:


"خليني ذِكرى حلوة… في حياتك… أو جوة…

مستخبية في حتة بعيد في قلبك…


مع السلامة…

يا أغلى… وأحلى… حاجة حصلتلي في عمري…


بحبك… بحبك."


يضغط على زر الإيقاف… ويحضن جهاز التسجيل، ويقربه من صدره، ويقفل عينيه في صمت.


يدخل فارس بهدوء، يفتح الباب ببطء…


يشوف محمد قدامه، عيونه في الأرض، وجنبه الصندوق والجهاز.

فارس يحاول يبتسم رغم الغصة:


فارس (بصوت دافئ):

"باين عليك م نمتش خالص يا صاحبي…"


محمد يرد من غير ما يرفع عينه:


محمد:

"سيبك مني دلوقتي… اسمعني بس… أمي، وليلى… في رقبتك. لو جرالي حاجة، أوعى تقولهم أنا كنت تعبان… قول أي حاجة… أي كذبة… بس متقولش الحقيقة."


(بص بعينيه اللي مليانة رجاء ووجع)

"وفرح… الأجندة، التسجيل، كل حاجة فـ الصندوق ده… ادّيهملها بس لما تحس إنها مستعدة… مش قبل كده. أوعى تقولها دلوقتي. أنا سايبلك كل حاجة… أمانة في رقبتك. خليك جنبهم… خصوصًا هي."


فارس يقرب منه، والدموع بتنزل رغماً عنه، يلف إيده على كتفه:


فارس (بصوت مكسور):

"إنت بتتكلم كأنك رايح ومش ناوي ترجع… محمد، إن شاء الله ترجع وتبقى زي الفل، ونرجع سوا مصر ونضحك على الأيام دي."


محمد يتنهد تنهيدة طويلة… يشيل نظره أخيرًا، يطبطب على يد فارس، ويهمس:


"يا رب…"


  **************


بقلم / سمر الكيال 

        حسناء الكيال 


                    ** انتظروني البارت القادم **

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عن الكاتبتين: حسناء الكيال وسمر الكيال

البارت الثالث .. منافس قوي

البارت الرابع .. بين الغياب و اليقين