البارت الثاني عشر .. عودة بلا موعد
رواية / هل يكفي عمري لنسيانك ؟!
بقلم / سمر الكيال
حسناء الكيال
*** البارت الثاني عشر***
– الفيلا، مساءً– الجو هادي، والإضاءة دافئة من نور الأباجورات في الصالة.
تدخل فرح ومحمد من باب الفيلا، تعب اليوم ظاهر على ملامحهم، لكن في حاجة متوهجة في عيونهم. إلهام قاعدة بتتصفح مجلة، وليلى طالعة من المطبخ شايلة كوباية شاي.
ليلى – بابتسامة لما تشوفهم:
رجعتوا! كنتوا فين طول اليوم؟ قلقت عليكم.
إلهام – وهي بتبص لفرح:
مالك؟ وشك منور كده ليه؟ في حاجة ولا أنا بتخيل؟
محمد يرمق فرح بنظرة دافئة ثم يتكلم بصوت هادي لكن ثابت.
محمد:
إحنا كان عندنا مشوار مهم...
مشوار غير حاجات كتير.
ليلى – ترفع حاجبها باستغراب:
مشوار إيه ده بقى؟!
فرح تبص في الأرض بخجل واضح، وتلمس إيد محمد من غير ما تاخد بالها.
محمد – بنفس النبرة الجادة، لكن ناعمة:
طلبت إيد فرح... وهي وافقت. إحنا اتخطبنا.
ليلى – تسيب كوباية الشاي على الطاولة بسرعة:
إيه؟!
إنت بتهزر؟
فرح ترفع وشها وتومئ بابتسامة خجولة، عينيها فيها دموع فرحة باينة.
إلهام – بصدمة سعيدة:
ياااه... أخيرًا يا محمد؟
ربنا يسعدكوا.
ليلى – بصوت مهزوز شوية، لكنها بتضحك:
إنت غبي يا محمد...
يعني بعد كل السنين دي، وبعد ما أنا طلع صوتي أقولك، كنتوا مستنيين لحد دلوقتي؟
محمد – وهو بيضحك:
كنا بنستنى اللحظة اللي قلبنا يقول إنها الصح... ودي هي اللحظة.
ليلى – وهي بتبص لفرح وتمد إيديها تحضنها:
تعالي ياقلب ماما...
أنا كنت شايفة حبك في عينيك من سنين، بس ماكنتش عايزة أضغط.
انتوا الاتنين تستاهلوا بعض.
إلهام تضحك وهي بتقرب منهم:
أنا عايزة حفيد من دلوقتي.
محمد – بضحك محرج:
اتكلي على الله يا ماما، ده لسه في كتب كتاب وتجهيزات.
ليلى – تمسك وش محمد بإيديها وتبص له بعمق:
إياك تظلمها... البنت دي أمانة في رقبتك، وانت اللي علمتها يعني إيه أمان.
محمد – بنظرة حنان وصدق:
عمري ما هظلمها... دي حياتي كلها.
ليلى وإلهام يفرحوا ويتعانقوا كلهم في لحظة دافئة، عائلية جداً، صادقة وحقيقية.
---
غرفة محمد
الموبايل بيرن، فارس على الخط.
فارس – بنبرة خفيفة وهو حاسس بالفرحة في صوت محمد:
شكلك مبسوط يا ابني... في إيه؟!
محمد – يبتسم، يمشي ناحية الشباك ويبص للسماء:
خطبت فرح يا فارس.
فارس – صوت صدمة سعيدة:
يا ابن المحظوظة!
أخيييراً…
أنا مش مصدق.
مبروك يا صاحبي. كنت بحلم باللحظة دي أكتر منك.
محمد – وهو بيضحك بخفة:
أنا كمان، بس كنت خايف…
دلوقتي بقيت مطمن أكتر من أي وقت.
فارس – بضحك:
قلبك دليلك يا محمد…
وخدها نصيحة مني، البنت اللي بتحبك كده…
ماينفعش تسيب إيدها أبداً.
---
غرفة فرح، بعد دقائق
فرح قاعدة على سريرها، بتتكلم مع ملك، وصوتها مليان فرح طفولي.
فرح:
ملك... محمد خطبني.
ملك – من على الخط:
يااااااه بجد؟
أنا كنت هموووت أعرف إمتى هيعترف!
ألف مبروك يا روحي.
فرح – وهي بتحط إيديها على خدها وبتضحك:
حاسّة إني بحلم... بس لو ده حلم، مش عايزة أصحى.
ملك – بخفة دم:
ده مش حلم... ده حب، وصادق كمان.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يوم الاجتماع صباحا...
أشعة الشمس تتسلل بخجل من بين الستائر، تنعكس على وجه فرح وهي نايمة بملامح هادئة، شعرها متناثر بنعومة على الوسادة، ومفرش خفيف مغطي جزء منها.
الباب يتفتح بهدوء... محمد يدخل على أطراف أصابعه، لابس بدلة أنيقة جدا باللون الاسود ، في إيده كوب قهوة.
يقف عند طرف السرير، يطالعها بنظرة كلها حب. يهمس بصوت واطي وهو يبتسم:
محمد:
أنا مش بعرف أبدأ يومي من غير ما أشوفك... حتى وإنتي نايمة.
يقرب أكتر، يحط الكوب على الكومود، يقعد على طرف السرير، يطول خصلة من شعرها بين صوابعه بلطف، ويهمس تاني:
محمد:
كل يوم بصحى على صوت قلبك... حتى وإنتي ساكتة.
فرح تتحرك بخفة وهي لسه مغمضة عينيها، تهمهم بنعاس:
فرح:
محمد...؟ الساعة كام؟
محمد (بضحكة ناعمة):
بدري... بس أنا صحيت بدري عشان ألحّق أول ابتسامة منك النهاردة.
تفتح عيونها ببطء، وابتسامة صغيرة ترتسم على شفايفها وهي تشوفه قدامها.
فرح (بصوت ناعم):
صباح الخير...
محمد:
صباحك أجمل من كل الحاجات اللي عرفتها في حياتي.
تمد إيدها بكسل تمسك إيده، وهو يطبع قبلة خفيفة على صوابعها.
فرح:
كنت ناوي تسيبني أنام كمان شوية ولا تصحيني كده برومانسية فجأة؟
محمد (يضحك):
أنا ناوي أصحيكي كل يوم كده... لو تسمحيلي.
هي تبتسم وهي مغمضة تاني، وتقول بخفوت:
فرح:
لو كده... مسموح.
يجلس جنبها أكتر، يمد إيده يلعب في طرف شعرها:
محمد:
نفطر سوا؟ ولا نكمل الحلم هنا شوية كمان؟
فرح (بضحكة ناعسة):
فطرني على صوتك... وكمل الحلم وإنت بتحكيلي.
ينحني يقبّل جبينها قبلة طويلة، وكأن اليوم كله بدأ فعلاً.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
صالة الفيلا
ليلى واقفة تلبس طقم رسمي أنيق بلون رمادي بلون اللؤلؤ، بتشرب آخر رشفة قهوة، وتنتظر محمد.
ليلى (بنبرة متابعة وملاحظة):
وشك مش مرتاح، في حاجة؟
محمد (يحاول يبتسم):
كل حاجة كويسة... بس يمكن قلبي تقيل النهاردة.
ليلى:
من إمتى وإنت بتخاف من الاجتماعات؟ ولا هو مش الاجتماع بس؟
محمد يتهرب بنظرة جانبية.
محمد:
مافيش حاجة. يلا نتحرك.
ليلى تبصله بنظرة طويلة كأنها فاهمة أكتر مما بيقول، بس تسكت وتتحرك.
---
فيلا عماد – القاهرة
عماد واقف قدام مرآة طويلة، بيضبط رابطة عنقه، ببدلة كحلي داكنة، أنيقة ومكوية بعناية.
عينه في المرآة، لكنها شاردة بعيد.
يمد يده لهاتفه، يضغط على اسم "نازلي"، الهاتف يرن... ثم ينقطع.
عماد (يهمس لنفسه):
مش مرتاح من سكاتك !
يرفع عينيه للمرآة تاني، يعدل جاكيته، ويقول بصوت ثابت:
عماد:
شد حيلك... الاجتماع ده مش زي أي اجتماع.
---
شركة أبو زيد – قاعة الاجتماعات
الجو مشحون بالترقب. الجميع جالس في انتظار الشريك الجديد من إسطنبول، وعقارب الساعة تلامس وقت الاجتماع تمامًا.
صوت خطوات حازمة يسبق دخول عماد من الباب، أنيق، واثق، بحضور طاغٍ لكن بعينين تحملان أثقال السنين.
الأنظار تتجه نحوه... صدمة واضحة على وجوه الجميع، خصوصًا محمد وليلى. يقوم محمد واقفًا، يقترب منه مذهولًا، وبعينين فيها ألف سؤال، لكن قلبه سبق لسانه.
محمد (وهو يحتضنه بحب ودهشة):
وأخيرًا رجعت، يا عمو عماد...!
عماد يبتسم ابتسامة باهتة لكنها حقيقية، يربت على ظهر محمد بلطف.
عماد:
كبرت يا محمد... وبقيت راجل تتشرف بيه أي عيلة.
بعدها يتوجه ليفتح ذراعيه لفارس ويصافحه بحرارة، ثم يلقي التحية على أحمد السوهاجي، الذي يرد بابتسامة مهنية مشوبة بالدهشة.
وأخيرًا... يلتفت ناحية ليلى. اللحظة تسكن، وكأن الزمن توقف عندها. يطالعها بشوق حذر، وصوته يخرج محمّلًا بوجع قديم وحب لم يمت.
عماد (بصوت خافت):
إزيك يا ليلى... عاملة إيه؟
ليلى تحاول السيطرة على توترها، تبتسم ابتسامة صغيرة مرتبكة، تخفي ارتجاف صوتها قدر المستطاع.
ليلى:
عماد... إزيك؟!
تتلاقى نظراتهم للحظات... فيها اشتياق، عتاب، دهشة، وكل الكلمات اللي ما اتقالتش.
يقاطع الصمت محمد وهو يشير بلطف:
محمد:
تفضلوا... نبدأ الاجتماع.
يجلس الجميع حول الطاولة، وكل واحد فيهم بيحاول يستوعب أن "الشريك التركي" طلع عماد، اللي محدش شافه من ١٧ سنة.
محمد، اللي لا يزال مش قادر يهضم الموقف، يسأل بنبرة فيها خليط من دهشة وجدّية:
محمد:
معلش يا عمّو عماد... قصدي عماد بيه، بس إزاي الملف كان باسم "نازلي يلماز"، وإزاي حضرتك اللي قدامنا دلوقتي؟!
عماد يستقيم في جلسته، وصوته يخرج هادئ، واثق:
عماد:
سؤال في محلّه يا محمد. نازلي يلماز هي صاحبة سلسلة شركات Arven Group في تركيا... شريكتي... وشريكة نجاحي من سنين.
ينظر لليلى نظرة عميقة، ثم يعود ببصره إلى محمد:
عماد:
الملف جاي باسمها لأنها كانت هتنزل مصر بدلًا مني. لكن بعد تفكير طويل، قررت أجي بنفسي، لأن المشروع ده بالنسبة لي شخصي جدًا، مش مجرد شغل.
الجميع بين صدمة وفضول، وفارس يهمس لأحمد:
فارس (بنبرة خفيفة):
شكله هيكون اجتماع مش طبيعي خالص.
تتبادل العيون النظرات. لكن عيون ليلى وعماد تلتقي من جديد... وكأن الكلام اللي محتاج يتقال بينهم مازال مؤجل، لكنه قرب جدًا.
بعد انتهاء الاجتماع – أمام قاعة الاجتماعات بالشركة
أوراق بتتجمع. نظرات بتتبادل. كل الحضور واقفين حوالين الباب، بيتصافحوا بود واضح بعد توقيع العقود. الجو فيه ارتياح، بس كمان ترقّب...
محمد بيبص لعماد وهو بيضحك:
"بصراحة يا عمو عماد، دخولك علينا فجأة قلب كل الحسابات."
فارس، ضاحكًا:
"أنا اتوترت من أول دقيقة... بس اتطمنت أول ما شفتك بتتكلم بنفس طريقتك."
ليلى واقفة على جنب، هادئة،
نظراتها أهدى من كلامها، لكن عنيها بتراقب عماد بصمت عميق.
وفجأة...
صوت كعب أنثوي بيكسر هدوء اللحظة،
ولهجة مصرية مكسّرة، ناعمة، أنثوية:
"تقريبًا الاجتماع راح عليّا؟"
العيون كلها اتجهت للمدخل.
وهي بتدخل...
امرأة مميزة.
شعرها الأسود ينسدل بحرّية على ظهرها،
بدلة كلاسيكية سوداء، جيبة قصيرة، كعب أنيق، حقيبة جلد،
جاذبية راقية، حضور ساحر.
عماد وهو متفاجأ. بيتمتم:
"نازلي؟!"
ليلى تبصلها.
تتأمل فيها من فوق لتحت...
لمحة أنثوية بحتة من الغيرة...
بس... بسرعة تخبّيها في ابتسامة هادئة.
نازلي تمشي بخطى واثقة،
تفتح ذراعيها:
"مفاجأة؟"
عماد يتحرك، صوته مش ثابت:
"أنا مش مصدق إنك جيتي! إزاي؟ وإمتى؟"
نازلي، بابتسامة كلها دفا:
"كنت محتاجة أشوفك وإنت مش متوقعني...
علشان أعرف إذا كنت لسه هتفرح بيا زي زمان."
و... يحتضنها.
حضن طويل، مفاجئ، مافيش فيه تحفّظ.
ليلى تبص ليهم، وابتسامتها تتقل،
لكن بسرعة تعيد ضبط تعبير وشها.
محمد يلاحظ ده. يبص في الأرض،
وفارس يبص لليلى بطرف عينه، ثم يغيّر الموضوع
نازلي تقطع اللحظة، وتبتسم لليلى بثقة، وتمد إيدها:
"أنا نازلي يلماز،
شريكة عماد من ١٧ سنة...
ليلى تسلّم عليها، ونظراتهم تتقابل...
نظرة طويلة، فيها تقييم متبادل...
أنثوي جدًا. صامت جدًا. واضح جدًا.
نازلي تكمل بثقة هادئة:
"سمعت عنك كتير من عماد،
واتشرفت جدًا إني قابلتك أخيرًا."
ليلى ترد بابتسامة دبلوماسية:
"الشرف ليا...
واضح إنك مهمة جدًا في حياته."
عماد يتدخل بسرعة، وكأنه حاسس بالسخونة اللي في الجو:
"احنا كنا هنمشي خلاص، نازلي محتاجة ترتاح بعد الرحلة."
محمد يضحك بخفة:
"آه، أكيد محتاجة... بس واضح إنها كانت محتاجة تشوفك أكتر من الراحة."
فارس يقول بنصف صوت لمحمد:
"الست دي جاية ورا قلبها... مش ورق الاجتماع بس."
عماد يودعهم، ويمشي وهو محتضن خصر نازلي،
وهم بيبعدوا عن القاعة...
محمد يبص لليلى،
ويلقيها واقفة... مبتتحركش،
بس عنيها لسه شايفة اللي مش بيتقال.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
غرفة ليلى
الغرفة شبه مظلمة،
نور خافت جاي من الأباجورة الجانبية،
الساعة تقرب من المغرب.
ليلى داخلة الأوضة بخطوات بطيئة،
تقفل الباب وراها… وتقف.
تسيب الشنطة على الكرسي من غير ما تبص،
تمشي ناحية المراية،
تبص في وشها…
وتضحك.
ضحكة قصيرة.
ساخرة.
وجعها أعلى من صوتها.
وتكلم نفسها
"مش كنتِي قوية قدامهم؟
طب وريني بقى القوة دي دلوقتي…"
تمسك طرف التسريحة،
عينيها تلمع من الدموع اللي بتحاول ما تنزلش.
تلف نفسها،
تتمشى في الأوضة زي اللي تايهة جوا نفسها.
"17 سنة…
17 سنة وأنا حاطاك جوّا قلبي زي السر…
لا عرفنا نكمل… ولا عرفنا ننسى..
دمعة واحدة تنزل بهدوء…
تمسحها فورًا، وتتنهد.
"انتي مش ضعيفة…
انتي بس تعبتي من الحرب اللي محدش شايفها."
تتجه ناحية الدولاب،
تفتحه…
وتخرج صورة قديمة،
فيها هي وعماد أيام ما كانوا شباب،
واقف وراها، وهي قدامه… بيضحكوا.
تبص فيها شوية…
وبعدين تحطها بهدوء في درج التسريحة، وتقفله.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
باب الفيلا يُفتح بهدوء.
ضوء خافت يتسلل من المدخل، وصوت خطوات ناعمة يدخل مع نسمات الليل.
عماد يسبقها بخطوة، يفتح الباب بإيده، وعيناه لا تزال غير مصدقة.
عماد (بصوت خافت، فيه لهفة غير معلنة):
"مصر نورت يا نازلي…
بس كنت أتمنى أعرف إنك جاية، عالأقل أستناكي في المطار."
نازلي تبتسم بخجل بسيط، تنقل نظراتها على تفاصيل الفيلا كأنها بتكتشف عالم جديد.
نازلي (بصوت دافي، فيه احترام ولهفة مكتومة):
"كان لازم أجي… كده، من غير ترتيبات."
عماد يمدّ إيده وياخد الشنطة من يدها، بعفوية فيها كل السنوات اللي قضوها سوا.
عماد (وهو بيدخلها جوه):
"تعالي… تعالي ارتاحي الأول، أكيد السفر تعبك."
تدخل الفيلا، وعينها بترسم طريقها على الحيطان، الأرضيات، الريحة الجديدة… بس المألوفة.
عماد يشاور على السلم الخشبي اللي بيودي للطابق العلوي ويقولها في أوضتين جاهزين فوق أنا بنام فى واحدة انتي ارتاحي في التانية .. ويسكت شوية وبعدين يقول.
"أوضتك فوق، أول باب على اليمين.
فيها كل اللي ممكن تحتاجيه… لو نقصك أي حاجة، أنا تحت أمرك."
نازلي تبدأ تطلع السلم بهدوء، خطواتها خفيفة زي مشاعرها المتلخبطة.
وفي اللحظة اللي بتوصل فيها لأول درجة، صوته يوقفها:
عماد (بنبرة ناعمة، أقرب للهمس):
"نازلي…
انتي جيتي ليه؟
أنا سايبك من يومين بس."
تلتفت له، نظرتها فيها عمق سنين متقلش فيهم الكلام.
نازلي (ببساطة، وابتسامة هادئة):
"قلبي اللي جابني يا عماد."
وبتكمل طلوع، بهدوء، كأنها مش بس رايحة أوضتها… كأنها راجعة مكان كانت مفتقداه.
عماد يفضل واقف مكانه، متسمّر…
عينه بتلاحقها، وقلبه بيترجّم الجملة الوحيدة اللي قالتها لألف معنى.
*********
بقلم / سمر الكيال
حسناء الكيال
** انتظروني البارت القادم **
تعليقات
إرسال تعليق