البارت العاشر .. عودة الغائب
رواية / هل يكفي عمري لنسيانك ؟!
بقلم / سمر الكيال
حسناء الكيال
** البارت العاشر**
في السويت – ليلًا –
كان الباب بيتفتح بهدوء، ومحمد دخل بخطوات مترددة، مفتاح الكرت في إيده، وصدره يعلو وينخفض من التوتر، وكأن الشهيق مش داخل صدره كامل.
عينيه راحت فورًا ناحية الشباك الزجاجي الكبير المطلّ على البحر… وهناك، كانت فرح واقفة، ضهرها ليه، وشعرها سايب على كتفها، ووشها ناحية السواد اللامع في قلب البحر.
أول ما سمعت صوت الباب، اتلفتت له بلهفة، صوتها اتكسر فيه خوف وحنين:
"اتأخرت كده ليه؟… كنت خايفة، وأنا لوحدي."
اتجنب عينيها، خبط بكلمتين متقطعين:
"كنّا فـ الموقع… الشغل شدّ شوية… معلش، تعبان شوية هدخل آخد شور."
اتكلم وهو بيتفادى النظر ليها، ومشى بخطوات شبه هاربة، دخل الحمام وقفل الباب وراه بسرعة، كأنه هرب من الحقيقة اللي وشّه بيصرخ بيها.
جوه الحمام، ساب ضهره للحائط ونزل بهدوء يقعد على غطا التواليت، حاطط راسه بين كفيه…
كان بيهمس لنفسه:
"أنا جبان… أنا فعلاً جبان."
مش قادر يواجهها، ومش عارف حتى هو بيهرب من إيه أكتر: خوفه إنها ترفضه، ولا خوفه من إنه يأذيها باسم الحب؟
**
برا، فرح واقفة مكانها، لكنها مش بتتحرك… حاسة بيه، وشايفة أكتر مما هو بيحاول يخبي… قلبها بيقولها إن الخوف جوه عينه، مش بره.
**
بعد شوية، خرج محمد من الحمام، لابس شورت رياضي أسود، من غير تيشيرت، وشعره مبلول، وفوطة صغيرة في إيده بيجفف بيها خصلاته، ومعدّي على المرايا يعدّل شعره.
هي التفتت فجأة، واتوترت من منظره، وابتلعت ريقها بصعوبة، واتنحنحت علشان تتحكم في صوتها:
"أنا… طلبت العشا، لأنك أكيد ماكلتش حاجة من الصبح… وكنت مستنياك."
قال بسرعة، وهو بيحاول يتجنّب نظرتها:
"أنا مش جعان… هدخل أنام."
راح ناحية السرير، لكنها قامت بخفة، ومسكت إيده قبل ما يوصل:
"معقول؟ هتنام وتسيبني آكل لوحدي؟… أهون عليك؟"
اتلفت ليها، وبص في إيدها اللي ماسكة إيده، لكن ما اتكلمش.
شدته بخفة، وودّته ناحية الترابيزة، قعدته، وهي قاعدة جنبه…
ابتدت تقدم له الأكل، صامتة، وهو بياكل بتوهان… عينيه ما بتهربش منها، وكل تصرف منها بيفتح جواه مشاعر مش قادر يخبّيها أكتر.
**
بعد لحظة، قال بصوت واطي:
"فرح… أنا آسف."
اتلفتت له، عينيها فيها ملامح عتاب حنين:
"آسف؟ آسف على إيه؟ لو انت آسف… أنا مش آسفة.
أنا كنت بتمنى اللي حصل ده من سنين…"
قربت منه أكتر، ومسكت إيده:
"محمد… أنا بحبك. مش بحبك زي أخت بتحب أخوها، ولا عشان ولي أمري…
أنا بحبك لأنك كل حاجة في حياتي، كل أماني وكل راحتي…
أنا بخاف أنام يوم ما تكونش موجود فيه."
اتجمد مكانه، قلبه بيدق بسرعة، بس شال إيده من إيدها، ووقف فجأة وقال بصوت عالي شوية:
"أنا مش عبيط، ولا أهبل، أنا فاهم إنك بتحبيني، بس إنتي لسة صغيرة… مش فاهمة.
عارفة يعني إيه فرق سن بينا؟
قريب العشرين سنة يا فرح!
يعني انت لسة عشرين، وأنا داخل عالأربعين!
إنتي بتبتدي حياتك، وأنا… أنا بخلصها."
**
قاطعته، قربت تاني، ودموعها في عنيها، ووشها بين الرجاء والتمسك:
"بس أنا مش عايزة غيرك… مش بحس بأمان غير وانت جنبي.
ولما انت كده… وبتفكر بالطريقة دي…
ليه خربت الدنيا لما شفتني مع أحمد؟"
**
سكت.
**
سكت كتير… وده كان الرد اللي وجّع أكتر من الكلام.
قال بنبرة حازمة وهو بيبعد عينيه عنها:
"فرح… مسيرك هتحبي وتتحبي، وأنا كمان.
وهكون أول واحد هسلمك لعريسك بإيدي."
البسمة اللي كانت ف وشها… اتكسرت.
نظرت له نظرة ما تتنسيش… فيها خيبة، ووجع، وخنقة من اللي سمعته.
**
قامت من غير كلام، وسابته، ودخلت أوضتها اللي في نفس السويت.
**
بعد دقايق… كانت نايمة على جنبها، ضهرها للحايط، رجليها مضمومة على صدرها زي الجنين، ووشها مدفون في المخدة، صوت شهقاتها مكبوت، ودموعها بتبل فرشتها… بس قلبها؟
قلبها بينزف.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
دخل محمد أوضته، وقف وسط الظلمة، منورش النور… كأنه مش مستعد يبص في وش نفسه.
راح نحية السرير وقعد على طرفه، كوعيه على ركبته، ووشه مدفون في كفه، وعينيه بتجري ما بين السقف والأرض. سكوته تقيل، تقيل لدرجة الوجع.
في صمت الغرفة… بدأ صوته الداخلي يتكلم بصوت واضح:
"أنا عملت الصح… أنا لازم أعمل الصح."
"هي صغيرة… آه بتحبني، بس بتحبني زي ما بتحب الأمان، زي ما الطفل بيتعلق باللي ربّاه، باللي حضنه في أضعف لحظاته."
"ولو النهارده قالتلي بحبك… بكرة هتقول إيه لما تلاقي نفسها وسط صحابها، شباب من سنها، بيحبوا، وبيحلموا، وبيضحكوا من غير ما يعدّوا فرق السنين؟"
" أنا اللي كل ما تضحك لي أقول يا رب ما أكونش بسرقها من نفسها."
"أيوه أنا بحبها… بحبها حب معرفتش أوصفه، بس الحب مش دايمًا كفاية… فيه حب بيظلم لما بيكمل. وأنا مش هظلمها."
سحب نفس طويل… ونفخه بقهر.
"هقول لنفسي إن الوجع اللي جوايا دلوقتي أهون من وجعها لما تفوق بعد سنين وتلاقيني ماكنتش الشخص اللي يستحقها…
هقول لنفسي إن البعد دلوقتي رحمة، مش خيانة."
لف وشه نحية الباب اللي خرجت منه فرح… وصدره اتنهد بحسرة:
"أنا بربيها على إيدي من سنين… وعمري ما كنت أتخيل إني هخاف على قلبها من قلبي أنا."
قعد ساكت شوية، ووشه كله وجع ناضج، وجع الراجل اللي بيحب بصدق، بس بيختار الضمير.
"أنا مش ضعيف… أنا بس مش عايز أكون غلطتها اللي هتندم عليها طول عمرها."
غطى وشه بكفه… والسكوت فضل سيد المشهد.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
سويت هادئ على البحر، الليل نازل، ونور البلكونة خافت…
محمد قاعد على كرسي، حاطط موبايله على السماعة، بيكلم فارس بصوت واطي، وصوته فيه حيرة وتعب.
محمد (متنهّد):
"يا فارس… أنا في دوّامة يا أخي.
حاسس إني بوظت كل حاجة…"
فارس (من القاهرة، ضاحك بخفة):
"خير يا ابني؟ أول ما سافرت شرم القلب فَرم؟
احكيلي يا أبو الصحاب…"
محمد (ساكت لحظة، وبعدين بهمس):
"أنا بوستها…"
لحظة صمت… وبعدين صوت فارس يتغير.
فارس (بجدية):
"فرح؟"
محمد:
"أيوه…
كنت غيران… شوفت أحمد معاها في المطعم…
قلبي ولع.
وبعد ما أخدتها وطلعنا السويت، انفجرت… وقلت كل حاجة…
وبوستها… وسبتها ومشيت…"
فارس (ساكت، وبعدين يهمس):
"وقالتلك إيه؟"
محمد (بتنهيدة):
"قالتلي إنها بتحبني من سنين…
وإنها عمرها ما شافت فيا أخ ولا ولي أمر.
بس… أنا خوفت.
خفت أكون ظالمها… أو بسحبها لمستقبل ممكن تندم عليه.
خفت أكون بحبها أكتر ما لازم."
فارس (بصوت هادي):
"بس إنت بتحبها، صح؟"
محمد:
"أنا… ما بعرفش أعيش يوم من غيرها يا فارس.
بس الفرق بينا كبير… و…"
فارس (مقاطعًا، بجدية هادية):
"يا محمد، الحب مفيهوش مقاييس.
فرح مش بنت صغيرة، دي أنسة كبيرة …
وفهمت مشاعرك قبل ما إنت تعترف بيها.
المشكلة مش فرق سن… المشكلة إنك بتعاقب نفسك…
وبتعاقبها معاك."
محمد (ساكت شوية، وبعدين يقول بصوت مكسور):
"بس أنا شايف إن أحمد بيقرّب منها…"
فارس (بضحكة صغيرة):
"آه، السوهاجي ده؟
خلي عندك دم… طول ما إنت بتتلخبط كده، هيلاقي مدخل.
الراجل محترم، بس واضح إنه مش ناوي يضيع الفرصة."
محمد:
"مش هاسمحله.
بس أنا كمان مش عارف أتصرف.
أنا واقف في النص… لا قادر أسيبها، ولا قادر آخدها…"
فارس (بصوت هادي وعميق):
"يبقى خسران في الحالتين.
قوم يا محمد، خليك الراجل اللي هي حبيته.
ارجع، وتكلم معاها.
افتح قلبك، وسيبها تختارك… مش تختار مكانك."
محمد (بابتسامة حزينة):
"كلامك دايمًا بيريحني يا فارس…
ادعيلي بس."
فارس (بضحكة):
"ادعيلك؟ دا أنا هدبح عجل لو اتجوزتوا!
يلا، روح نام… وبكرا افرد صدرك وخد خطوة…
قبل ما حد تاني ياخدها منك."
محمد ينهي المكالمة، ويبص للبحر، ووشه فيه مزيج من القلق والقرار… أول مرة يحس إن الخطوة الجاية محتاجة شجاعة مش بس حب.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
بعد عدة أيام – مطار إسطنبول
صالة المغادرة – مطار إسطنبول
قبل غروب الشمس
صيفي معتدل، فيه نسمات خفيفة ولمعة شمس على الزجاج
(نازلي واقفة قدام عماد، شنطة صغيرة على كتفها، ووشّها بيحاول يكون هادي، بس عنيها مش قادرة تكذب.)
نازلي (بابتسامة متماسكة):
مش مستوعبة إنك فعلاً ماشي…
إحساس غريب.
عماد (بنظرة فيها حنين وهدوء):
أنا كمان مش واخد على فكرة البُعد.
بس أوقات… لازم نسافر، مش كده؟
نازلي (تتهكم بخفة):
سفر شغل دايمًا بيبقى حجّة حلوة للهروب.
عماد (بنبرة جادة):
الموضوع مش هروب.
في حاجات في القاهرة لازم تتواجه… متأخرة ١٧ سنة.
(لحظة صمت بين الاتنين. إعلان المطار يقطع السكون بصوت خافت.)
نازلي (وهي تبص للأرض):
أول مرة من ١٧ سنة تسيبني هنا لوحدي…
مفيش حد غيرك يعرف المكتب زيك، ولا يقرأ أفكاري وانا لسه بكتبها.
عماد (مبتسم بخفة):
أهو امتحان صغير…
وأنا واثق إنك هتعديه.
نازلي (بهمس باين فيه الخوف):
أنا مش خايفة من الشغل…
أنا خايفة من الهدوء بعدك.
(عماد يبص لها بنظرة طويلة، ثم يمد إيده ويلمس كفها لمسة خفيفة. لمسة صافية ما فيهاش غير الطمأنينة.)
عماد:
كل اللي محتاجة تعرفيه…
إنك قادرة.
وأنا مش بعيد أوي. مجرد طيارة.
نازلي (تضحك بمرارة):
بس الطيارة ساعات بتاخد معاها ناس ومش بترجعهم …
عماد:
أنا هارجع، نازلي.
أنا مش من النوع اللي بيختفي.
(لحظة هدوء. عين نازلي تلمع بدمعة سريعة، تمسحها قبل ما تنزل.)
نازلي:
خلي بالك من نفسك…
ومتنساش تبعتلي لما توصل.
عماد (يهز راسه):
وإنتي كمان… خدي بالك من المكتب… ومنك.
نازلي (بصوت مهزوز خفيف):
Tamam… gidebilirsin şimdi.
(تمام… ممكن تمشي دلوقتي.)
(عماد ياخد نفس عميق، يبص لها للمرة الأخيرة، ثم يلم شنطته ويمشي. نازلي تفضل واقفة مكانها، عنيها عليه لحد ما يختفي وسط الزحمة. بعد ثواني، تهمس لنفسها وهي بتكتم صوت قلبها:)
نازلي:
Seni bekleyeceğim... her zaman.
(هستناك… دايمًا.)
*******************
مساء اليوم التالي بعد الرجوع من شرم
الفيلا – الصالة – إضاءة خافتة
توتر صامت.. محمد قاعد لوحده على الكنبة، في إيده فنجان قهوة باين عليه بارد، وعينه مش ثابتة على حاجة. بيحاول يهرب من الحقيقة، بس الحقيقة هي اللي قاعداله في قلبه.
(ليلى تنزل من فوق بهدوء، تلمح محمد، تدخل وتبص له شوية، وبعدين تقرب وتقعد جنبه بدون كلام.)
ليلى (بهدوء ودفء الأم):
مالك يا محمد؟
من ساعة ما رجعتوا وانت مش طبيعي…
انت وهي كأنكم راجعين من جنازة مش من فسحة.
محمد (يطلع نفس طويل، ولسانه تقيل وهو بيتكلم):
حصلت حاجة في السفر يا ليلى…
ليلى (بتقرب منه أكتر):
قول يا ابني… ريّح قلبك.
محمد (يتردد شوية، وبعدين يقول بصوت واطي):
فرح… قالتلي إنها بتحبني.
أنا اتلخبط، خفت… حسيت إن ده مش عدل ليها.
قلتلها كلام غبي… زي إن فرق السن كبير، وإني هسلمها لعريسها بإيدي.
(ليلى تضربه ضربة خفيفة على دراعه بضحكة خفيفة فيها وجع)
ليلى:
غشيم يا ابن أخويا…
وأعمى كمان!
محمد (يبص لها متفاجئ):
ليه بس؟!
ليلى (بحنية وحسم):
يعني معقول مش شايف فرح بتحبك قد إيه؟
مش شايف ازاي عيونها بتدور عليك حتى وانت في نفس الأوضة؟
وبعدين تعالى هنا…
إيه حكاية فرق السن؟ الحب مالوش علاقة بالسن، يا ابني.
أنت قادر تحتويها، وتفهمها، وتحبها صح…
ويكفي إنها ارتاحتلك وانت كنت دايمًا أمان ليها.
(محمد يبعد بعينه، صوته بينكسر شوية):
أنا خايف أظلمها…
خايف أكون بضيّق عليها فرصتها في حياة تانية.
ليلى (تبص له بتركيز، تسأله بهدوء قاتل):
عندك الجرأة؟
يعني لو جت لك دعوة فرحها على واحد تاني…
هتحضر؟
محمد (يرد بسرعة، وكأنه اتلسع):
مستحيـــل!
ده أنا… أنا ممكن أموت فيها لو حصل كده!
ليلى (تضحك ضحكة قصيرة وتقوم واقفة قدامه):
خلاص يا واد!
يبقى ليه تعذّبها وتعذّب نفسك؟
خد خطوة… روح صالحها.
البنت بتحبك، ومستنّياك.
وأنا بكلمك مش كأمها، لا…
أنا بكلمك عشان أنت ابن أخويا، وصاحبي…
وأنا وإنت بنفهم بعض من غير ما نتكلم.
(تقرب منه وتربّت على كتفه)
ليلى (بابتسامة فيها تحذير):
روح صالحها قبل ما تخسرها…
ودي دماغها ناشفة على فكرة، وهتغلبك قوي.
(محمد يبتسم ابتسامة صغيرة فيها ألم واشتياق، ويهز راسه كأنه بيقنع نفسه قبل ما يقنعها، ويقوم من مكانه وهو بياخد نفس عميق.)
محمد (وهو ماشي):
ادعيلي يا ليلي…
ليلى (بثقة وهي بتلمح لمعة في عينيها):
أنا بدعيلك من قبل ما تعترف حتى…
روح لحب عمرك، يا محمد.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
(لقطة صامتة)
بوابة الوصول – الهدوء مسيطر، المطار مش زحمة، أصوات العجلات الصغيرة للحقائب، تنبيهات الوصول في الخلفية.
(عينه بتلف ف المكان، مش بيدور على حد، هو بس بيحاول يتعرف على ملامح اتغيرت، هو بيرجع لبلد غاب عنها سنين… وكل زاوية فيها حكاية مش مكتملة.)
( عماد بيلاقي العربية والسواق ف انتظارة، وعيونة تلتقط الطريق من الشباك – القاهرة في الليل، أضواء صفراء خافتة، مباني ساكنة، ونفسه الطويل بيتكرر بين الحين والتاني وكأنه بيحاول يصدق إنه رجع.)
---
أمام الفيلا – منتصف الليل تقريبًا
(الفيلا)
مكان هادئ، فيلا صغيرة راقية، فيها روح الهدوء، واجهتها زجاج وخشب بسيط، أنوار خافتة في الحديقة.
(يفتح الباب لأول مرة، يشغل نور الصالة… ياخد خطوة واحدة بس لجوه، يقف… يبص حواليه، وكأنه بيحاول يزرع إحساس الانتماء من جديد.)
(يطّلع تليفونه… يدوّر في جهات الاتصال… يختار اسم "نازلي"، يتنفس، ويتصل.)
---
المكالمة بين عماد ونازلي
نازلي (من الطرف التاني، بنبرة ناعمة وفيها قلق):
وصلت؟
عماد (بصوت هادي):
لسه داخل الفيلا…
كل حاجة هادية… القاهرة لسه زي ما سبتها، يمكن أهدى كمان.
نازلي (بابتسامة من طرف صوتها):
كنت عارفة إنك هتحب المكان.
عماد (وهو بيبص حواليه):
اختيارك دايمًا في محله.
(ثانية صمت)
عماد:
نامي وإنتي مطمنة…
أنا بخير.
نازلي (بهدوء):
تمام… تصبح على خير، عماد.
عماد:
وإنتي من أهله، نازلي.
(يقفل المكالمة، ويقعد على طرف الكنبة… يسند ضهره، ويبص للسقف عينيه، فيها حنين وشوية قلق، وشعور مفيهوش راحة كاملة… لسه.)
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
بقلم / سمر الكيال
حسناء الكيال
** انتظروني البارت القادم **
تعليقات
إرسال تعليق