المشاركات

البارت الخامس عشر.. مش ممكن تكون بنتها

 رواية /           هل يكفي عمري لنسيانك ؟!  بقلم / سمر الكيال          حسناء الكيال                    ***البارت الخامس عشر*** خرج عماد من المكتب، تاركًا وراءه محمد صامتًا مشحونًا. الباب يُغلق بخفّة، لكن ارتباك محمد كان كالصوت العالي في داخله… وقف في مكانه لثوانٍ، يحاول يستجمع أنفاسه، وكأن الأرض تهتز تحته. فتح الباب بسرعة وراح لغرفة فارس. مكتب فارس محمد دخل وعلى وجهه ملامح مشوشة، عينه فيها قلق مش مفهوم، وصوته منخفض لكن متوتر: محمد: فارس… فارس (وهو يرفع عينه وبيلاحظ تعابيره): مالك؟ شكلك متغير! محمد (جلس على الكرسي قدامه، وصوته فيه غصة): عماد سألني… سألني سؤال أنا مش عارف أجاوبه. فارس (بدأ يشعر بقلق حقيقي): سأل على إيه؟ محمد (بتنهيدة طويلة): قال لي… ليلى خلفت فرح إمتى؟ وسكت… بس عينه كانت فيها ألف علامة استفهام. وفجأة لقيت نفسي مش عارف أرد. ما بين الحقيقة اللي مش بتاعتي، والسر اللي عمره ما كان مفروض يتفتح كده. فارس (يُخفض صوته): وقلته إيه؟ محمد (بمرارة): ولا حاجة… وشّي كان بيت...

البارت الرابع عشر.. شهر العسل

 رواية /           هل يكفي عمري لنسيانك ؟!  بقلم / سمر الكيال          حسناء الكيال              *** البارت الرابع عشر*** مرّت عدّة أسابيع، استعادت فيها نازلي عافيتها بالكامل، وعاد الهدوء لفيلا عماد التي بدأت تنبض بروحٍ جديدة. كانت نازلي في إحدى الزوايا تُراجع تفاصيل بسيطة في دفتر ملاحظاتها، تكتب بخطها الأنثوي المنمق: "دعوات الفرح... آخر الأسبوع." لم يكن حفلًا صاخبًا، بل وعدًا صغيرًا بحياة جديدة. في الصباح، ارتدت نازلي فستانًا ناعم اللون، وشدت شعرها بخفة خلف رأسها، وتوجهت بسيارتها الخاصة إلى فيلا ليلى. هناك، فتحت لها إلهام الباب، بابتسامتها الدافئة كعادتها. نازلي: "أنا جيت مخصوص أشكركم... يوم الحفلة لما تعبت، ووقفتوا جنبي ." إلهام، بلطف: "دي حاجات ما تتقالش، يا بنتي. المهم إنك بقيتي أحسن دلوقتي." اتفضلي ادخلى... ظهرت ليلى من خلف باب غرفة المعيشة، ترتدي ألوانًا حيادية تخفي ما في داخلها. كانت هادئة، متماسكة، لكن عيناها تحدثتا كثيرًا. اقتربت نازلي منها ومدّت يدها بثقة: نازلي: "أنا عارفة إن ع...

البارت الثالث عشر .. عرض زواج

 رواية /           هل يكفي عمري لنسيانك ؟!  بقلم / سمر الكيال          حسناء الكيال                            *** البارت الثالث عشر*** الصباح في بيت محمد كان مختلف… دفء الشمس يتسلل من النوافذ الكبيرة، والجو مليان بروائح القهوة والهدوء. في الصالة، كان محمد جالس على الأريكة الواسعة، وفي حضنه فرح، رأسها مستندة على كتفه، وذراعه يحيط بها كعادته، كأنها وطنه الصغير اللي بيرتاح فيه. إلهام كانت على الكرسي الجانبي تمسك فنجان قهوتها، تقلبه بهدوء، وعيناها تتنقل بين محمد وفرح بابتسامة خفيفة. ليلى كانت مقابلة لهم، تتابع حديثهم بعين أم وصديقة، لكن في بريق غامض بيظهر وبيختفي في نظراتها. محمد، وهو بيكسر هدوء اللحظة بصوته الواثق: "أنا عندي خبر مهم حبيت أبلّغكم بيه من بدري..." يسكت لحظة وهو يبص لفرح، كأن نظرتها بتقويه… ثم يكمل: "بعد يومين، هيكون في حفلة بسيطة، زي افتتاح كده، بمناسبة توقيع عقود الشراكة الجديدة." محمد، وهو بيبتسم بحماس حقيقي: "هتكون في جنينة الفيلا هنا ، وه...

البارت الثاني عشر .. عودة بلا موعد

 رواية /           هل يكفي عمري لنسيانك ؟!  بقلم / سمر الكيال          حسناء الكيال                    *** البارت الثاني عشر*** – الفيلا، مساءً– الجو هادي، والإضاءة دافئة من نور الأباجورات في الصالة. تدخل فرح ومحمد من باب الفيلا، تعب اليوم ظاهر على ملامحهم، لكن في حاجة متوهجة في عيونهم. إلهام قاعدة بتتصفح مجلة، وليلى طالعة من المطبخ شايلة كوباية شاي. ليلى – بابتسامة لما تشوفهم: رجعتوا! كنتوا فين طول اليوم؟ قلقت عليكم. إلهام – وهي بتبص لفرح: مالك؟ وشك منور كده ليه؟ في حاجة ولا أنا بتخيل؟ محمد يرمق فرح بنظرة دافئة ثم يتكلم بصوت هادي لكن ثابت. محمد: إحنا كان عندنا مشوار مهم... مشوار غير حاجات كتير. ليلى – ترفع حاجبها باستغراب: مشوار إيه ده بقى؟! فرح تبص في الأرض بخجل واضح، وتلمس إيد محمد من غير ما تاخد بالها. محمد – بنفس النبرة الجادة، لكن ناعمة: طلبت إيد فرح... وهي وافقت. إحنا اتخطبنا. ليلى – تسيب كوباية الشاي على الطاولة بسرعة: إيه؟! إنت بتهزر؟ فرح ترفع وشها وتومئ بابتسامة خ...

البارت الحادي .. عهد جديد

 رواية / هل يكفي عمري لنسيانك ؟!  بقلم / سمر الكيال  حسناء الكيال  **** البارت الحادي عشر ***** ( ضوء الشمس بيتسلل من ستارة غرفة محمد، وهو بيصحى من النوم وبيبص للسقف بابتسامة هادئة، كأنه أخيرًا وصل لقرار طال انتظاره.) محمد (وهو بيشد الموبايل ويتصل بفارس): صباح الفل يا فارس، شيل مكاني النهاردة... النهاردة يوم مصيري... يا رب بس ترضى تصالحني. فارس (بنبرة مرحة وهو بيتثاوب): انت من ساعة ما رجعت من شرم وأنا مشفتش وشك في الشركة! آه، بالمناسبة... الشريكه التركيه اللي لسه مش عارفينها هي مين، وصلت... مكتبها في إسطنبول بلغنا، وبيأكدوا على معاد الاجتماع. وصحيح، ضروري طنط ليلى تبقى موجودة، عشان توقيع العقود. محمد (بهدوء): تمام، هبلّغها... وشكرًا يا صاحبي. (يبدأ محمد يلبس - بنطلون جينز أزرق داكن، قميص أبيض بأكمام مرفوعة، ساعة جلد أنيقة، وكوتشي أبيض. يبص في المراية، يظبط شعره، وياخد نفس عميق قبل ما يخرج.) --- أمام غرفة فرح (يقف محمد قدام الباب، يطرقه بخفة.) محمد: فرح؟ أنا هدخل... (مافيش رد) أنا داخل أهو... (يفتح الباب بحذر... الغرفة هادئة، بعد لحظات، تخرج فرح من الحمام وهي لابسة بر...

البارت العاشر .. عودة الغائب

 رواية /           هل يكفي عمري لنسيانك ؟!  بقلم / سمر الكيال          حسناء الكيال                  **  البارت العاشر** في السويت – ليلًا –  كان الباب بيتفتح بهدوء، ومحمد دخل بخطوات مترددة، مفتاح الكرت في إيده، وصدره يعلو وينخفض من التوتر، وكأن الشهيق مش داخل صدره كامل. عينيه راحت فورًا ناحية الشباك الزجاجي الكبير المطلّ على البحر… وهناك، كانت فرح واقفة، ضهرها ليه، وشعرها سايب على كتفها، ووشها ناحية السواد اللامع في قلب البحر. أول ما سمعت صوت الباب، اتلفتت له بلهفة، صوتها اتكسر فيه خوف وحنين: "اتأخرت كده ليه؟… كنت خايفة، وأنا لوحدي." اتجنب عينيها، خبط بكلمتين متقطعين: "كنّا فـ الموقع… الشغل شدّ شوية… معلش، تعبان شوية هدخل آخد شور." اتكلم وهو بيتفادى النظر ليها، ومشى بخطوات شبه هاربة، دخل الحمام وقفل الباب وراه بسرعة، كأنه هرب من الحقيقة اللي وشّه بيصرخ بيها. جوه الحمام، ساب ضهره للحائط ونزل بهدوء يقعد على غطا التواليت، حاطط راسه بين كفيه… كان بيهمس لنفسه: "أنا جبان… أ...

البارت التاسع .. كلانا في إنتظار الآخر

 رواية /           هل يكفي عمري لنسيانك ؟!  بقلم / سمر الكيال          حسناء الكيال                      **** البارت التاسع **** : موقع المشروع – شرم الشيخ – الصباح ضربت شمس الصباح الأرض بوهجها الهادئ، وكان الهواء يحمل نسمات بحر خفيفة. وقف محمد وسط حركة العمال وصوت الحديد والأسمنت، يتابع باهتمام المهندسين وهم يشرحون له خطة اليوم. محمد (بتركيز): لا، أنا عايز أساسات الجزء ده تترفع النهاردة قبل بكره، مفيش وقت نضيعه. المشروع لازم يتسلم في المعاد. المهندس: تمام يا فندم، هنكثف الفريق في المنطقة دي. محمد كان واقف، حاطت إيده على خصره، وعينه بتلمع من التركيز. فجأة، وهو بيقلب ملفات التنفيذ، لمح من بعيد شخصية مألوفة بتدخل الموقع. ابتسم الموظف المسؤول وقال: – صباح الخير يا باشمهندس أحمد! محمد رفع عينه بسرعة. محمد (بصوت منخفض مستغرب): أحمد؟! اقترب أحمد بخطوات واثقة، لابس بدلة عملية وكارنيه الشركة متعلق في صدره. وشه مبتسم، بس ملامحه فيها شوية توتر واضح. أحمد (بيمد إيده بابتسامة): صب...